خيرا وأدخله الحجرة التي استحسنها فأراه مجلسا كان فيها فقال له أنظر إلى هذا المجلس وابن لي بإزائه طاقا يكون شبيها بالبيت لا تدخل فيه خشبا قال نعم يا أمير المؤمنين قال فأقبل البناء وكل من معه يتعجبون من فهمه بالبناء والهندسة فقال له البناء ما أحسن أن أجئ به على هذا ولا أقوم به على الذي تريد فقال له فأنا أعينك عليه قال فأمر بالآجر والجص فجئ به ثم أقبل يحصى جميع ما دخل في بناء الطاق من الآجر والجص ولم يزل كذلك حتى فرغ منه في يومه وبعض اليوم الثاني فدعا بالمسيب فقال له ادفع إليه أجره على حسب ما عمل معك قال فحاسبه المسيب فأصابه خمسة دراهم فاستكثر ذلك المنصور وقال لا أرضى بذلك فلم يزل به حتى نقصه درهما ثم أخذ المقادير ونظر مقدار الطاق من الحجرة حتى عرفه ثم أخذ الوكلاء والمسيب يحملان النفقات وأخذ معه الامناء من البنائين والمهندسين حتى عرفوه قيمة ذلك فلم يزل يحسبه شيئا شيئا وحملهم على ما رفع في أجرة بناء الطاق فخرج على المسيب مما في يده ستة آلاف درهم ونيف فأخذه بها واعتقله فما برح من القصر حنى أداها إليه وذكر عن عيسى بن المنصور أنه قال وجدت في خزائن أبى المنصور في الكتب أنه أنفق على مدينة السلام وجامعها وقصر الذهب بها والأسواق والفصلان والخنادق وقبابها وأبوابها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثلاثين درهما ومبلغها من الفلوس مائة ألف ألف فلس وثلاثة وعشرون ألف فلس وذلك أن الأستاذ من البنائين كان يعمل يومه بقيراط فضة والروزكاري بحبتين إلى ثلاث حبات (وفى هذه السنة) عزل المنصور عن البصرة سلم بن قتيبة وولاها محمد بن سليمان بن علي ذكر الخبر عن سبب عزله إياه ذكر عبد الملك بن شيبان أن يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي قال كتب أبو جعفر إلى سلم بن قتيبة لما ولاه البصرة أما بعد فاهدم دور من خرج مع إبراهيم واعقر نخلهم فكتب إليه سلم بأي ذلك أبدأ أبا لدور أم بالنخل فكتب إليه أبو جعفر أما بعد فقد كتبت إليك آمرك بإفساد تمرهم فكتبت تستأذنني في
(٢٦٨)