لا حول ولا قوة لأمير المؤمنين إلا به قال جعفر بن ربيعة قال الحجاج بن قتيبة لقد دخلت على أمير المؤمنين المنصور في ذلك اليوم مسلما وما أظنه يقدر على رد السلام لتتابع الفتوق والخروق عليه والعساكر المحيطة به ولمائة ألف سيف كامنة له بالكوفة بإزاء عسكره ينتظرون به صيحة واحدة فيثبون فوجدته صقرا أحوزيا مشمرا قد قام إلى ما نزل به من النوائب يعركها ويمرسها فقام بها ولم تقعد به نفسه وإنه لكما قال الأول نفس عصام سودت عصاما * وعلمته الكر والاقداما وصيرته ملكا هماما وذكر أبو عبيدة أنه كان عند يونس الجرمي وقد وجه محمد بن عبد الله أخاه لحرب أبى جعفر فقال يونس قدم هذا يريد ان يزيل ملكا فألهته ابنة عمر بن سلمة عما حاوله ولقد أهديت اليتيمة إلى أبى جعفر في تلك الأيام فتركها يمزجر الكلب فما نظر إليها حتى انقضى أمر إبراهيم وكان إبراهيم تزوج بعد مقدمه البصرة بهكنة بنت عمر بن سلمة فكانت تأتيه في مصغاتها وألوان ثيابها فلما أراد إبراهيم الشخوص نحو أبى جعفر دخل فيما ذكر بشر بن سلم عليه نميلة والطهوي وجماعة من قواده من أهل البصرة فقالوا له أصلحك الله إنك قد ظهرت على البصرة والأهواز وفارس وواسط فأقم بمكانك ووجه الأجناد فان هزم لك جند أمددتهم بجند وإن هزم لك قائد أمددته بقائد فخيف مكانك واتقاك عدوك وجبيت الأموال وثبتت وطأتك ثم رأيك بعد فقال الكوفيون أصلحك الله إن بالكوفة رجالا لو قد رأوك ما توا دونك وإلا يروك تقعد بهم أسباب شتى فلا يأتونك فلم يزالوا به حتى شخص وذكر عن عبد الله بن جعفر المديني قال خرجنا مع إبراهيم إلى باخمرى فلما عسكرنا أتانا ليلة من الليالي فقال انطلق بنا نطف في عسكرنا قال فسمع أصوات طنابير وغناء فرجع ثم أتاني ليلة أخرى فقال انطلق بنا فانطلقت معه فسمع مثل ذلك فرجع وقال ما أطمع في نصر عسكر فيه مثل هذا وذكر عن عفان بن مسلم الصفار قال لما عسكر إبراهيم
(٢٥٧)