ابن علي وأوفده إلى مدينة السلام فدعا به فدفع إليه عبد الله بن علي سرا في جوف الليل ثم قال له يا عيسى إن هذا أراد أن يزيل النعمة عنى وعنك وأنت ولى عهدي بعد المهدى والخلافة صائرة إليك فخذه إليك فاضرب عنقه وإياك أن تخور أو تضعف فتنقض على أمرى الذي دبرت ثم مضى لوجهه وكتب إليه من طريقه ثلاث مرات يسأله ما فعل في الامر الذي أو عز إليه فيه فكتب إليه قد أنفذت ما أمرت به فلم يشك أبو جعفر في أنه قد فعل ما أمره به وأنه قد قتل عبد الله بن علي فكان عيسى حين دفعه إليه ستره ودعا كاتبه يونس بن فروة فقال له إن هذا الرجل دفع إلى عمه وأمرني فيه بكذا وكذا فقال له أراد أن يقتلك ويقتله أمرك بقتله سرا ثم يدعيه عليك علانية ثم يقيدك به قال فما الرأي قال الرأي أن تستره في منزلك فلا تطلع على أمره أحدا فان طلبه منك علانية دفعته إليه علانية ولا تدفعه إليه سرا أبدا فإنه وإن كان أسره إليك فان أمره سيظهر ففعل ذلك عيسى وقدم المنصور ودس إلى عمومته من يحركهم على مسألته هبة عبد الله بن علي لهم ويطمعهم في أنه سيفعل فجاؤوا إليه وكلموه ورققوه وذكروا له الرحم وأظهروا له رقة فقال نعم على بعيسى بن موسى فأتاه فقال له يا عيسى قد علمت أنى دفعت إليك عمى وعمك عبد الله بن علي قبل خروجي إلى الحج وأمرتك أن يكون في منزلك قال قد فعلت ذلك يا أمير المؤمنين قال فقد كلمني عمومتك فيه فرأيت الصفح عنه وتخلية سبيله فأتنا به فقال يا أمير المؤمنين ألم تأمرني بقتله فقتلته قال ما أمرتك بقتله إنما أمرتك بحبسه في منزلك قال قد أمرتني بقتله قال له المنصور كذبت ما أمرتك بقتله ثم قال لعمومته إن هذا قد أقر لكم بقتل أخيكم وادعى أنى أمرته بذلك وقد كذب قالوا فادفعه إلينا نقتله به قال شأنكم به فأخرجوه إلى الرحبة واجتمع الناس وشهر الامر فقام أحدهم فشهر سيفه وتقدم إلى عيسى ليضربه فقال له عيسى أفاعل أنت قال أي والله قال لا تعجلوا ردوني إلى أمير المؤمنين فردوه إليه فقال انما أردت بقتله أن تقتلني هذا عمك حي سوى إن أمرتني بدفعه إليك دفعته قال ائتنا به فأتاه به فقال له عيسى دبرت على أمرا فخشيته فكان كما خشيت شأنك وعمك قال يدخل حتى
(٢٧٠)