مائة ركعة إلى أن فارق الدنيا إلا أن تعرض له علة وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم بعد زكاته وكان إذا حج حج معه مائة من الفقهاء وأنبائهم وإذا لم يحج أحج ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الباهرة وكان يقتفى آثار المنصور ويطلب العمل بها إلا في بذل المال فإنه لم ير خليفة قبله كان أعطى منه للمال ثم المأمون من بعده وكان لا يضيع عنده إحسان محسن ولا يؤخر ذلك في أول ما يجب ثوابه وكان يحب الشعراء والشعر ويميل إلى أهل الأدب والفقه ويكره المراء في الدين ويقول هو شئ لا نتيجة له وبالحرى ألا يكون فيه ثواب وكان يحب المديح ولا سيما من شاعر فصيح ويشتريه بالثمن الغالي وذكر بن أبي حفصة أن مروان بن أبي حفصة دخل عليه في سنة 181 يوم الأحد لثلاث خلون من شهر رمضان فأنشده شعره الذي يقول فيه وسدث بهارون الثغور فأحكمت * به من أمور المسلمين المرائر وما انفك معقودا بنصر لواؤه * له عسكر عنه تشظى العساكر وكل ملوك الروم أعطاه جزية * على الرغم قسرا عن يد وهو صاغر لقد ترك الصفصاف هارون صفصفا * كأن لم يدمنه من الناس حاضر أناخ على الصفصاف حتى اسباحه * فكابره فيها ألج مكابر إلى وجهه تسمو العيون وما سمت * إلى مثل هارون العيون النواظر ترى حوله الاملاك من آل هاشم * كما حفت البدر النجوم الزواهر يسوق يديه من قريش كرامها * وكلتاهما بحر على الناس زاخر إذا فقد الناس الغمام تتابعت * عليهم بكفيك الغيوم المواطر ع... ثقة ألقت إليك أمورها * قريش كما ألقى عصاه المسافر أمور بميراث النبي وليتها * فأنت لها بالحزم طاو وناشر إليكم تناهت فاستقرت وإنما * إلى أهله صارت بهن المصاير خلفت لنا المهدى في العدل والندى * فلا العرف منزور ولا الحكم جائر وأبناء عباس نجوم مضيئة * إذا غاب نجم لاح آخر زاهر
(٥٣٠)