يصف دواء عنده معجونا فقال في صفته هذا دواء للحمى الدائمة وحمى الغب وحمى الربع والمثلثة ولوجع الظهر والركبتين والبواسير والرياح ولو جع الفاصل ووجع العينين ولوجع البطن والصداع والشقيقة ولتقطير البول والفالج والارتعاش فلم يدع علة في البدن إلا ذكر أن ذلك الدواء شفاء منها فقال منكه لترجمانه ما يقول هذا فترجم له ما سمع فتبسم منكه وقال على كل حال ملك العرب جاهل وذاك أنه إن كان الامر على ما قال هذا فلم حملني من بلادي وقطعني عن أهلي وتكلف الغليظ من مؤنتي وهو يجد هذا نصب عنه وبإزائه وإن كان الامر ليس كما يقول هذا فلم لا يقتله فإن الشريعة قد أباحت دمه ودم من أشبهه لأنه إن قتل فإنما هي نفس يحيى بقتلها خلق كثير وإن ترك هذا الجاهل قتل في كل يوم نفسا وبالحرى أن يقتل اثنتين وثلاثا وأربعا في كل يوم وهذا فساد في التدبير ووهن في المملكة وذكر أن يحيى بن خالد ابن برمك ولى رجلا بعض أعمال الخراج بالسواد فدخل إلى الرشيد يودعه وعنده يحيى وجعفر بن يحيى فقال الرشيد ليحيى وجعفر أوصياه فقال له يحيى وفروا عمر وقال له جعفر أنصف وانتصف فقال له الرشيد أعدل وأحسن وذكر عن الرشيد أنه غضب على يزيد بن مزيد الشيباني ثم رضى عنه وأذن له فدخل عليه فقال يا أمير المؤمنين الحمد لله الذي سهل لنا سبيل الكرامة وحل لنا النعمة بوجه لقائك وكشف عنا صبابة الكرب بأفضالك فجزاك الله في حال سخطك رضى المنيبين وفى حال رضاك جزاء المنعمين الممتنين المتطولين فقد جعلك الله وله الحمد تنيب تحرجا عند الغضب وتتطول ممتنا بالنعم وتعفو عن المسئ تفضلا بالعفو وذكر مصعب بن عبد الله الزبيري أن أباه عبد الله بن معصب أخبره أن الرشيد قال له ما تقول في الذين طعنوا على عثمان قال قلت يا أمير المؤمنين طعن عليه ناس وكان معه ناس فأما الذين طعنوا عليه فتفرقوا عنه فهم أنواع الشيع وأهل البدع وأنواع الخوارج وأما الذين كانوا معه فهم أهل الجماعة إلى اليوم فقال لي ما أحتاج أن أسأل بعد هذا اليوم عن هذا قال مصعب وقال أبى وسألني عن منزلة أبى بكر وعمر كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٥٣٤)