لا والله ولا درهما واحدا وذكر محمد بن عبد الله قال قال لي سعيد القارئ العلاف وكان صاحب أبان القارئ إنه كان عند موسى جلساؤه فيهم الحراني وسعيد بن سلم وغيرهما وكانت جارية لموسى تسقيهم وكانت ماجنة فكانت تقول لهذا يا جلفي وتعبث بهذا وهذا ودخل يزيد بن مزيد فسمع ما تقول لهم فقال لها والله الكبير لئن قلت لي مثل ما تقولين لهم لأضربنك ضربة بالسيف فقال لها موسى ويلك إنه والله يفعل ما يقول فإياك قال فأمسكت عنه ولم تعابثه قط قال وكان سعيد العلاف وأبان القارئ أباضيين وذكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب قال حدثني ابن القداح قال كانت للربيع جارية يقال لها أمة العزيز فائقة الجمال ناهدة الثديين حسنة القوام فأهداها إلى المهدى فلما رأى جمالها وهيئتها قال هذه لموسى أصلح فوهبها له فكانت أحب الخلق إليه وولدت له بنيه الأكابر ثم إن بعض أعداء الربيع قال لموسى إنه سمع الربيع يقول ما وضعت بيني وبين الأرض مثل أمة العزيز فغار موسى من ذلك غيرة شديدة وحلف ليقتلن الربيع فلما استخلف دعا الربيع في بعض الأيام فتغدى معه وأكرمه وناوله كأسا فيها شراب عسل قال فقال الربيع فعلمت أن نفسي فيها وأنى إن رددت الكأس ضرب عنقي مع ما قد علمت أن في قلبه على من دخولي على أمه وما بلغه عنى ولم يسمع منى عذرا فشربتها وانصرف الربيع إلى منزله فجمع ولده وقال لهم إني ميت في يومى هذا أو من غد فقال له ابنه الفضل ولم تقول هذا جعلت فداك فقال إن موسى سقاني شربة سم بيده فأنا أجد عملها في بدني ثم أوصى بما أراد ومات في يومه أو من غده ثم تزوج الرشيد أمة العزيز بعد موت موسى الهادي فأولدها علي بن الرشيد وزعم الفضل بن سليمان ابن إسحاق الهاشمي أن الهادي لما تحول إلى عيساباذ في أول السنة التي ولى الخلافة فيها عزل الربيع عما كان يتولاه من الوزارة وديوان الرسائل وولى مكانه عمر ابن بزيع وأقر الربيع على الزمام فلم يزل عليه إلى أن توفى الربيع وكانت وفاته بعد ولاية الهادي بأشهر وأوذن بموته فلم يحضر جنازته وصلى عليه هارون الرشيد وهو يومئذ ولى عهد وولى موسى مكان الربيع إبراهيم بن ذكوان الحراني واستخلف
(٤٤٠)