ووجه به مع جوائز وكرامات وهدايا فوجه الفضل بذلك إليه فقدم يحيى بن عبد الله عليه وورد به الفضل بغداد فلقيه الرشيد بكل ما أحب وأمر له بمال كثير وأجرى له أرزاقا سنية وأنزله منزلا سريا بعد أن أقام في منزل يحيى بن خالد أياما وكان يتولى أمره بنفسه ولا يكل ذلك إلى غيره وأمر الناس بإتيانه بعد انتقاله من منزل يحيى والتسليم عليه وبلغ الرشيد الغاية في اكرام الفضل ففي ذلك يقول مروان بن أبي حفصة ظفرت فلا شلت يد برمكية * رتقت بها الفتق الذي بين هاشم على حين أعيى الراتقين التئامه * فكفوا وقالوا ليس بالمتلائم فأصبحت قد فازت يداك بخطة * من المجد باق ذكرها في المواسم وما زال قدح الملك يخرج فائزا * لكم كلما ضمت قداح المساهم قال وأنشدني أبو ثمامة الخطيب لنفسه فيه للفضل يوم الطالقان وقبله * يوم أناخ به على خاقان ما مثل يوميه اللذين تواليا * في غزوتين توالتا يومان سد الثغور ورد ألفة هاشم * بعد الشتات فشعبها متدان عصمت حكومته جماعة هاشم * من أن يجرد بينها سيفان تلك الحكومة لا التي عن لبسها * عظم النبأ وتفرق الحكمان فأعطاه الفضل مائة ألف درهم وخلع عليه وتغنى إبراهيم به * وذكر أحمد ابن محمد بن جعفر عن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن قال لما قدم يحيى بن عبد الله من الديلم أتيته وهو في دار علي بن أبي طالب فقلت يا عم ما بعدك مخبر ولا بعدي مخبر فأخبرني خبرك فقال يا ابن أخي والله إن كنت إلا كما قال حييى بن أخطب لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل يجاهد حتى أبلغ النفس حمدها * وقلقل يبغي العز كل مقلقل وذكر الضبي أن شيخا من النوفليين قال دخلنا على عيسى بن جعفر وقد
(٤٥١)