ذكر بعض أخباره وسيره ذكر إبراهيم بن عبد السلام ابن أخي السندي أبو طوطة قال حدثني السندي بن شاهك قال كنت مع موسى بجرجان فأتاه نعى المهدى والخلافة فركب البريد إلى بغداد ومعه سعيد بن سلم ووجهني إلى خراسان فحدثني سعيد بن سلم قال سرنا بين أبيات جرجان وبساتينها قال فسمع صوتا من بعض تلك البساتين من رجل يتغنى فقال لصاحب شرطته على بالرجل الساعة قال فقلت يا أمير المؤمنين ما أشبه قصة هذا الخائن بقصة سليمان بن عبد الملك قال وكيف قال قلت له كان سليمان بن عبد الملك في متنزه له ومعه حرمه فسمع من بستان آخر صوت رجل يتغنى فدعا صاحب شرطته فقال على بصاحب الصوت فأتى به فلما مثل بين يديه قال له ما حملك على الغناء وأنت إلى جنبي ومعي حرمي أما علمت أن الرماك إذا سمعت صوت الفحل حنت إليه يا غلام جبه فجب الرجل فلما كان في العام المقبل رجع سليمان إلى ذلك المتنزه فجلس مجلسه الذي فيه فذكر الرجل وما صنع به فقال لصاحب شرطته على بالرجل الذي كنا جببناه فأحضره فلما مثل بين يديه قال له إما بعت فوفيناك وإما وهبت فكافأناك قال فوالله ما دعاه بالخلافة ولكنه قال له يا سليمان الله الله إنك قطعت نسلى فذهبت بماء وجهي وحرمتني لذتي ثم تقول إما وهبت فكافأناك وإما بعت فوفيناك لا والله حتى أقف بين يدي الله قال فقال موسى يا غلام رد صاحب الشرطة فرده فقال لا تعرض للرجل * وذكر أبو موسى هارون ابن محمد بن إسماعيل بن موسى الهادي أن علي بن صالح حدثه أنه كان يوما على رأس الهادي وهو غلام وقد كان جفا المظالم عامة ثلاثة أيام فدخل عليه الحراني فقال له يا أمير المؤمنين إن العامة لا تنقاد على ما أنت عليه لم تنظر في المظالم منذ ثلاثة أيام فالتفت إلى وقال يا علي ائذن للناس على بالجفلي لا بالنقري فخرجت من عنده أطير على وجهي ثم وقفت فلم أدر ما قال لي فقلت أراجع أمير المؤمنين فيقول أتحجبني ولا تعلم كلامي ثم أدركني ذهني فبعثت إلى أعرابي كان قد وفد وسألته عن الجفلى والنقري فقال الجفلى جفالة والنقري ينقر خواصهم فأمرت
(٤٢٩)