لولا الخليفة موسى بعد والده * ما كان للناس من مهديهم خلف ألا ترى أمة الأمي واردة * كأنها من نواحي البحر تغترف من راحتي ملك قد عم نائله * كأن نائله من جوده سرف وذكر إدريس بن أبي حفصة أن مروان بن أبي حفصة حدثه قال لما ملك موسى الهادي دخلت عليه فأنشدته إن خلدت بعد الإمام محمد * نفسي لما فرحت بطول بقائها قال ومدحت فقلت فيه بسبعين ألفا شد ظهري وراشني * أبوك وقد عاينت من ذاك مشهدا وإني أمير المؤمنين لواثق * بأن لا يرى شربي لديك مصردا فلما أنشدته قال ومن يبلغ مدى المهدى ولكنا سنبلغ رضاك قال وعاجلته المنية فلم يعطني شيئا ولا أخذت من أحد درهما حتى قام الرشيد * وذكر هارون ابن موسى القروي قال حدثني أبو غزية عن الضحاك بن معن السلمي قال دخلت على موسى فأنشدته يا منزلي شجو الفؤاد تكلما * فلقد أرى بكما الرباب وكلثما ما منزلان على التقادم والبلى * أبكى لما تحت الجوانح منكما رد السلام على كبير شاقه * طللان قد درسها فهاج فسلما قال ومدحته فيها فلما بلغت سبط الأنامل بالفعال أحاله * أن ليس يترك في الخزائن درهما التفت إلى احمد الخازن فقال ويحك يا احمد كأنه نظر إلينا البارحة قال وكان قد أخرج تلك الليلة مالا كثيرا ففرقه * وذكر عن إسحاق الموصلي أو غيره عن إبراهيم قال كنا يوما عند موسى وعنده ابن جامع ومعاذ بن الطبيب وكان أول يوم دخل علينا معاذ وكان معاذ حاذقا بالأغاني عارفا بأقدمها فقال من أطربني منكم فله حكمه فغناه ابن جامع غناء فلم يحركه وفهمت غرضه في الأغاني فقال هات يا إبراهيم فغنيته
(٤٣٨)