ما ظننا أن فيه صلاح شأنك قال ما وصل إلى ولا قبضته فدعا صاحب بيت مال الخاصة فقال عجل له الساعة ثلاثين ألف دينار فأحضرت وحملت بين يديه * وذكر علي بن محمد أن أباه حدثه عن علي بن يقطين قال إني لعند موسى ليلة مع جماعة من أصحابه إذ أتاه خادم فساره بشئ فنهض سريعا وقال لا تبرحوا ومضى فأبطأ ثم جاء وهو يتنفس فألقى بنفسه على فراشه يتنفس ساعة حتى استراح ومعه خادم يحمل طبقا مغطى بمنديل فقام بين يديه فأقبل يرعد فعجبنا من ذلك ثم جلس وقال للخادم ضع ما معك فوضع الطبق وقال ارفع المنديل فرفعه فإذا في الطبق رأسا جاريتين لم أر والله أحسن من وجوههما قط ولا من شعورهما وإذا على رؤسهما الجوهر منظوم على الشعر وإذا رائحة طيبة تفوح فأعظمنا ذلك فقال أتدرون ما شأنهما قلنا لا قال بلغنا أنهما تتحابان قد اجتمعتا على الفاحشة فوكلت هذا الخادم بهما ينهى إلى أخبارهما فجاءني فأجبرني أنهما قد اجتمعتا فجئت فوجدتهما في لحاف واحد على الفاحشة فقتلتهما ثم قال يا غلام ارفع الرأسين قال ثم رجع في حديثه كأن لم يصنع شيئا * وذكر أبو العباس بن أبي مالك اليمامي أن عبد الله بن محمد البواب فال كنت أحجب الهادي خليفة الفضل بن الربيع قال فإنه ذات يوم جالس وأنا في داره وقد تغدى ودعا بالنبيذ وقد كان قبل ذلك دخل على أمه الخيزران فسألته أن يولى خاله الغطريف اليمن فقال أذكريني به قبل أن أشرب قال فلما عزم على الشرب وجهت إليه منيرة أو زهرة تذكره فقال ارجعي فقولي اختاري له طلاق ابنته عبيدة أو ولاية اليمن فلم تفهم إلا قوله اختاري له فمرت فقالت قد اخترت له ولاية اليمن فطلق ابنته عبيدة فسمع الصياح فقال ما لكم فأعلمته الخبر فقال أنت أخترت له فقالت ما هكذا أديت إلى الرسالة عنك قال فأمر صالحا صاحب المصلى أن يقف بالسيف على رؤس الندماء ليطلقوا نساءهم فخرج إلى بذلك الخدم ليعلموني ألا آذن لاحد قال وعلى الباب رجل واقف متلفع بطيلسانه يراوح بين قدميه فعن لي بيتان فأنشدتهما وهما خليلي من سعد ألما فسلما * على مريم لا يبعد الله مريما
(٤٣٥)