تكلم بكلام أبلغ فيه وذكر موت موسى وقيام هارون بالامر من بعده وما أمر به للناس من الأعطيات وذكر أحمد بن القاسم أنه حدثه عمه علي بن يوسف بن القاسم هذا الحديث فقال حدثني يزيد الطبري مولانا أنه كان حاضرا يحمل دواة أبى يوسف بن القاسم فحفظ الكلام قال قال بعد الحمد لله عز وجل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إن الله بمنه ولطفه من عليكم معاشر أهل بيت نبيه بيت الخلافة ومعدن الرسالة وإياكم أهل الطاعة من أنصار الدولة وأعوان الدعوة من نعمه التي لا تحصى بالعدد ولا تنقضي مدى الأبد وأياديه التامة أن جمع ألفتكم وأعلى أمركم وشد عضدكم وأوهن عدوكم وأظهر كلمة الحق وكنتم أولى بها وأهلها فأعزكم الله وكان الله قويا عزيزا فكنتم أنصار دين الله المرتضى والذابين بسيفه المنتضى عن أهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم وبكم استنقذهم من أيدي الظلمة أئمة الجور والناقضين عهد الله والسافكين الدم الحرام والآكلين الفئ والمستأثرين به فاذكروا ما أعطاكم الله من هذه النعمة واحذروا أن تغيروا فيغير بكم وأن الله عز وجل استأثر بخليفته موسى الهادي الامام فقبضه إليه وولى بعده رشيدا مرضيا أمير المؤمنين بكم رؤوفا رحيما من محسنكم قبولا وعلى مسيئكم بالعفو عطوفا وهو أمتعه الله بالنعمة وحفظ له ما استرعاه إياه من أمر الأمة وتولاه بما تولى به أولياءه وأهل طاعته يعدكم من نفسه الرأفة بكم والرحمة لكم وقسم أعطيا تكم فيكم عند استحقاقكم ويبذل لكم من الجائزة مما أفاء الله على الخلفاء مما في بيوت الأموال ما ينوب عن رزق كذا وكذا شهرا عير مقاص لكم بذلك فيما تستقبلون من أعطياتكم وحاملا باقي ذلك للدفع عن حريمكم وما لعله أن يحدث في النواحي والأقطار من العصاة المارقين إلى بيوت الأموال حتى تعود الأموال إلى جمامها وكثرتها والحال التي كانت عليها فاحمدوا الله وجددوا شكرا يوجب لكم المزيد من إحسانه إليكم بما جدد لكم من رأى أمير المؤمنين وتفضل به عليكم أيده الله بطاعته وارغبوا إلى الله له في البقاء ولكم به في إدامة النعماء لعلكم ترحمون واعطوا صفقة أيمانكم وقوموا إلى بيعتكم حاطكم الله وحاط عليكم وأصلح بكم وعلى أيديكم
(٤٤٢)