وقولا لها هذا الفراق عزمته * فهل من نوال بعد ذاك فيعلما قال فقال لي الرجل المتلفع بطيلسانه فنعلما فقلت ما الفرق بين يعلما ونعلما فقال إن الشعر يصلحه معناه ويفسده معناه ما حاجتنا إلى أن يعلم الناس أسرارنا فقلت له أنا أعلم بالشعر منك قال فلمن الشعر قلت للأسود بن عمارة النوفلي فقال لي فأنا هو فدنوت منه فأخبرته خبر موسى واعتذرت إليه من مراحعتى إياه قال فصرف دابته وقال هذا أحق منزل بأن يترك قال مصعب الزبيري قال أبو المعافى أنشدت العباس بن محمد مديحا في موسى وهارون يا خيزران هناك ثم هناك * إن العباد يسوسهم إبناك قال فقال لي إني أنصحك قال اليماني لا تذكر أمي بخير ولا بشر * وذكر أحمد بن صالح بن أبي فنن قال حدثني يوسف الصيقل الشاعر الواسطي قال كنا عند الهادي بجرجان قبل الخلافة ودخوله بغداد فصعد مستشرفا له حسنا فغنى بهذا الشعر واستقلت رجالهم * بالردينى شرعا فقال كيف هذا الشعر فأنشدوه فقال كنت أشتهي أن يكون هذا الغناء في شعر أرق من هذا اذهبوا إلى يوسف الصيقل حتى يقول فيه قال فأتوني فأخبروني الخبر فقلت لا تلمني أن أجزعا * سيدي قد تمنعا وا بلائي إن كان ما * بيننا قد تقطعا إن موسى بفضله * جمع الفضل أجمعا قال فنظر فإذا بعير أمامه فقال أو قروا هذا دراهم ودنانير واذهبوا بها إليه قال فأتوني بالبعير موقرا * وذكر محمد بن سعد قال حدثني أبو زهير قال كان ابن دأب أحظى الناس عند الهادي فخرج الفضل بن الربيع يوما فقال إن أمير المؤمنين يأمر من ببابه بالانصراف فأما أنت يا ابن دأب فادخل قال ابن دأب فدخلت عليه وهو منبطح على فراشه وإن عينيه لحمراوان من السهر وشرب الليل فقال لي
(٤٣٦)