وتولاكم ولاية عباده الصالحين وذكر يحيى بن الحسن بن عبد الخالق قال حدثني محمد ابن هشام المخزومي قال جاء يحيى بن خالد إلى الرشيد وهو نائم في لحاف بلا إزار لما توفى موسى فقال قم يا أمير المؤمنين فقال له الرشيد كم تروعني إعجابا منك بخلافتي وأنت تعلم حالي عند هذا الرجل فإن بلغه هذا فما تكون حالي فقال له هذا الحراني وزير موسى وهذا خاتمه قال فقعد في فراشه فقال أشر على قال فبينما هو يكلمه إذ طلع رسول آخر فقال قد ولد لك غلام فقال قد سميته عبد الله ثم قال ليحيى أشر على فقال أشير عليك أن تقعد لحالك على أرمنيته قال قد فعلت ولا والله لا صليت بعيساباذ إلا عليها ولا صليت الظهر إلا ببغداد وإلا ورأس أبى عصمة بين يدي قال ثم لبس ثيابه وخرج فصلى عليه وقدم أبا عصمة فضرب عنقه وشد جمته في رأس قناة ودخل بها بغداد وذلك أنه كان مضى هو وجعفر بن موسى الهادي راكبين فبلغا إلى قنطرة من قناطر عيساباذ فالتفت أبو عصمة إلى هارون فقال له مكانك حتى يجوز ولى العهد فقال هارون السمع والطاعة للأمير فوقف حتى جاز جعفر فكان هذا سبب قتل أبى عصمة قال ولما صار الرشيد إلى كرسي الجسر دعا بالغواصين فقال كان المهدى وهب لي خاتما شراؤه مائة ألف دينار يسمى الجبل فدخلت على أخي وهو في يدي فلما انصرفت لحقني سليم الأسود على الكرسي فقال يأمرك أمير المؤمنين أن تعطيني الخاتم فرميت به في هذا الموضع فغاصوا فأخرجوه فسر به غاية السرور قال محمد بن إسحاق الهاشمي حدثني غير واحد من أصحابنا منهم صباح بن خاقان التميمي أن موسى الهادي كان خلع الرشيد وبايع لابنه جعفر وكان عبد الله بن مالك على الشرط فلما توفى الهادي هجم خزيمة بن خازم في تلك الليلة فأخذ جعفرا من فرشاه وكان خزيمة في خمسة آلاف من مواليه معهم السلام فقال والله لأضربن عنقك أو تخلعها فلما كان من الغد ركب الناس إلى باب جعفر فأتى به خزيمة فأقامه على باب الدار في العلو والأبواب مغلقة فأقبل جعفر ينادى يا معشر المسلمين من كانت لي في عنقه بيعة فقد أحللته منها والخلافة لعمى هارون ولا حق لي فيها وكان سبب مشى عبد الله بن مالك الخزاعي إلى مكة على اللبود
(٤٤٣)