قحطبة يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أغزيت هارون وضممتني والربيع إليه وأنا قريع قوادك والربيع قريع مواليك وليس تطيب نفسي بأن نخلى جميعا بابك وإما أغزيتني مع هارون وأقام الربيع وإما أغزيت الربيع وأقمت ببابك قال فجاء أبى فأبلغته الرسالة فدخل على المهدى فأعلمه فقال أحسن والله الاستعفاء لاكما فعل الحجام بن الحجام يعنى عامر بن إسماعيل وكان استعفى من الخروج مع إبراهيم فغضب عليه واستصفى ماله وذكر عبد الله بن أحمد بن الوضاح قال سمعت جدي أبا بديل قال أغزى المهدى الرشيد وأغزى معه موسى بن عيسى وعبد الملك بن صالح بن علي ومولي أبيه الربيع والحاجب والحسن الحاجب فلما فصل دخلت عليه بعد يومين أو ثلاثة فقال ما خلفك عن ولى العهد عن أخويك خاصة يعنى الربيع والحسن الحاجب قلت أمر أمير المؤمنين ومقامي بمدينة السلام حتى يأذن لي قال فسر حتى تلحق به وبهما واذكر ما تحتاج إليه قال قلت ما أحتاج إلى شئ من العدة فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في وداعه فقال لي متى تراك خارجا قال قلت من غد قال فودعته وخرجت فلحقت القوم قال فأقبلت أنظر إلى الرشيد يخرج فيضرب بالصوالجة وأنظر إلى موسى بن عيسى وعبد الملك بن صالح وهما يتضاحكان منه قال فصرت إلى الربيع والحسن وكنا لا نفترق فقلت لا جزاكما الله عمن وجهكما ولا عمن وجهتما معه خيرا فقال إيه وما الخبر قال قلت موسى ابن عيسى وعبد الملك بن صالح يتضاحكان من ابن أمير المؤمنين أو ما كنتما تقدران أن تجعلا لهما مجلسا يدخلان عليه فيه ولمن كان معه من القواد في الجمعة ولا يدخلون عليه في سائر أيامه كما يريد قال فبينا نحن في ذلك المسير إذ بعثا إلى في الليل قال فجئت وعندهما رجل فقالا لي هذا غلام الغمر بن يزيد وقد أصبنا معه كتاب الدولة قال ففتحت الكتاب فنظرت فيه إلى سنى المهدى فإذا هي عشر سنين قال فقلت ما في الأرض أعجب منكما أتريان أن خبر هذا الغلام يخفى وأن هذا الكتاب يستتر قالا كلا قلت فإذا كان أمير المؤمنين قد نقص من سنيه ما نقص ألستم أول من نعى إليه نفسه قال فتلبدوا والله وسقط في أيديهما فقالا
(٣٧٥)