فما الحيلة قلت يا غلام على بعنبسة يعنى الوراق الأعرابي مولى آل أبي بديل فأتى به فقلت خط مثل هذا الخط وورقة مثل هذه الورقة وصير مكان عشر سنين أربعين سنة وصيرها في الورقة قال فوالله لولا أنى رأيت العشر في تلك والأربعين في هذه ما شككت أن الخط ذلك الخط وأن الورقة تلك الورقة قال ووجه المهدى خالد بن برمك مع الرشيد وهو ولى العهد حين وجهه لغزو الروم وتوجه معه الحسن وسليمان ابنا برمك ووجه معه على أمر العسكر ونفقاته وكتابته والقيام بأمره يحيى بن خالد وكان أمر هارون كله إليه وصير الربيع الحاجب مع هارون يغزو عن المهدى وكان الذي بين الربيع ويحيى على حسب ذلك وكان يشاورهما ويعمل برأيهما ففتح الله عليهم فتوحا كثيرة وأبلاهم في ذلك الوجه بلاء جميلا وكان لخالد في ذلك بسمالو أثر جميل لم يكن لاحد وكان منجمهم يسمى البرمكي تبركا به ونظرا إليه قال ولما ندب المهدى هارون الرشيد لما ندبه له من الغزو أمر أن يدخل عليه كتاب أبناء الدعوة لينظر إليهم ويختار له منهم رجلا (قال يحيى) فأدخلوني عليه معهم فوقفوا بين يديه ووقفت آخرهم قال لي يا يحيى أدن فدنوت ثم قال لي اجلس فجلست فجثوت بين يديه فقال لي إني قد تصفحت أبناء شيعتي وأهل دولتي واخترت منهم رجلا لهارون ابني أضمه إليه ليقوم بأمر عسكر ويتولى كتابته فوقعت عليك خيرتي له ورأيتك أولى به إذ كنت مربيه وخاصته وقد وليتك كتابته وأمر عسكره قال فشكرت ذلك له وقبلت يده وأمر لي بمائة ألف درهم معونة على سفري فوجهت في ذلك العسكر لما وجهت له قال وأوفد الربيع سليمان بن برمك إلى المهدى وأوفد معه وفدا فأكرم المهدى وفادته وفضله وأحسن إلى الوفد الذين كانوا معه ثم انصرفوا من وجههم ذلك (وفى هذه السنة) سنة مسير المهدى مع ابنه هارون عزل المهدى عبد الصمد بن علي عن الجزيرة وولى مكانه زفر بن عاصم الهلالي ذكر السبب في عزله إياه ذكر ان المهدى سلك في سفرته هذه طريق الموصل وعلى الجزيرة عبد الصمد
(٣٧٦)