وهو صاحب المسالح وسار هارون في خمسة وتسعين ألفا وسبعمائة وثلاثة وتسعين رجلا وحمل لهم من العين مائة ألف دينار وأربعة وتسعين ألفا وأربعمائة وخمسين دينارا ومن الورق أحدا وعشرين ألف ألف وأربعمائة ألف وأربعة عشر ألفا وثمانمائة درهم وسار هارون حتى بلغ خليج البحر الذي على القسطنطينية وصاحب الروم يومئذ أغسطه امرأة أليون وذلك أن ابنها كان صغيرا قد هلك أبوه وهو في حجرها فجرت بينهما وبين هارون بن المهدى الرسل والسفراء في طلب الصلح والموادعة وإعطاء الفدية فقبل ذلك منها هارون وشرط عليها الوفاء بما أعطت له وأن تقيم له الأدلاء والأسواق في طريقه وذلك أنه دخل مدخلا صعبا مخوفا على المسلمين فأجابته إلى ما سأل والذي وقع عليه الصلح بينه وبينها تسعون أو سبعون ألف دينار تؤديها في نيسان الأول في كل سنة وفى حزيران فقبل ذلك منها فأقامت له الأسواق في منصرفه ووجهت معه رسولا إلى المهدى بما بذلت على أن تؤدى ما تيسر من الذهب والفضة والعرض وكتبوا كتاب الهدنة إلى ثلاث سنين وسلمت الأسارى وكان الذي أفاء الله على هارون إلى أن أذعنت الروم بالجزية خمسة آلاف رأس وستمائة وثلاثة وأربعين رأسا وقتل من الروم في الوقائع أربعة وخمسون ألفا وقتل من الأسارى صبرا ألفان وتسعون أسيرا ومما أفاء الله عليه من الدواب الذلل بأدراتها عشرون ألف دابة وذبح من البقر والغنم مائة ألف رأس وكانت المرتزقة سوى المطوعة وأهل الأسواق مائة ألف وبيع البرذون بدرهم والبغل بأقل من عشرة دراهم والدرع بأقل من درهم وعشرين سيفا بدرهم فقال مروان بن أبي حفصة في ذلك أطفت بقسطنطينية الروم مسندا * إليها القنا حتى اكتسى الذل سورها وما رمتها حتى أتتك ملوكها * بجزيتها والحرب تغلى قدورها (وفيها) عزل خلف بن عبد الله عن الري وولاها عيسى مولى جعفر (وحج) بالناس في هذه السنة صالح بن أبي جعفر المنصور وكانت عمال الأمصار في هذه السنة هم عمالها في السنة الماضية غير أن العامل على أحداث البصرة
(٣٨٠)