عبد الله فلما زلت أحدثه في زياد وآل زياد حتى صرنا إلى منزله بباب المحول فقال أسألك بالله والرحم لما كتبت لي هذا كله حتى أروح به إلى أمير المؤمنين وأخبره عنك فانصرفت فكتبت وبعثت به إليه فراح إلى المهدى فأخبره فأمر المهدى بالكتاب إلى هارون الرشيد وكان والى البصرة من قبله يأمره أن يكتب إلى واليها يأمره أن يخرج آل زياد من قريش وديوانهم والعرب وأن يعرض ولد أبى بكرة على ولاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أقر منهم ترك ماله في يده ومن انتمى إلى ثقيف اصطفى ماله فعرضهم فأقروا جميعا بالولاء الا ثلاثة نفر فاصطفيت أموالهم ثم إن آل زياد بعد ذاك رشوا الديوان حتى ردهم إلى ما كانوا عليه فقال خالد النجار في ذلك، إن زيادا ونافعا وأبا * بكرة عندي من أعجب العجب ذاقر شئ كما يقول وذا * مولى وهذا بزعمه عربي نسخة كتاب المهدى إلى والى البصرة في رد آل زياد إلى نسبهم (بسم الله الرحمن الرحيم) أما بعد فان أحق ما حمل عليه ولاة المسلمين أنفسهم وخواصهم وعوامهم في أمورهم وأحكامهم العمل بينهم بما في كتاب الله واتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصبر على ذلك والمواظبة عليه والرضى به فيما وافقهم وخالفهم للذي فيه من إقامة حدود الله ومعرفة حقوقه واتباع مرضاته واحراز جزائه وحسن ثوابه ولما في مخالفة ذلك والصدود عنه وغلبة الهوى لغيره من الضلال والخسار في الدنيا والآخرة وقد كان من رأى معاوية ابن أبي سفيان في استلحاقه زياد بن عبيد عبد آل علاج من ثقيف وادعائه ما أباه بعد معاوية عامة المسلمين وكثير منهم في زمانه لعلمهم بزياد وأبى زياد وأمه من أهل الرضى والفضل والفقه والورع والعلم ولم يدع معاوية إلى ذلك ورع ولا هدى ولا اتباع سنة هادية ولا قدوة من أئمة الحق ماضية الا الرغبة في هلاك دينه وآخرته والتصميم على مخالفة الكتاب والسنة والعجب بزياد في جلده ونفاذه وما رجا من معونته وموازرته إياه على باطل ما كان يركن إليه في سبرته وآثاره وأعماله الخبيثة * وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر وقال من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة
(٣٦٤)