بي إلى حيث لا أعلم أين هو فلم أعد أن قيل لي سلم على أمير المؤمنين فسلمت فقال أي أمير المؤمنين أنا قلت المهدى قال رحم الله المهدى قلت فالهادي قال رحم الله الهادي قلت فالرشيد قال نعم قلت ما أشك في وقوف أمير المؤمنين على خبري وعلتي وما تناهت إليه حالي قال أجل كل ذلك عندي وعرف أمير المؤمنين فسل حاجتك قال قلت المقام بمكة قال نفعل ذلك فهل غير هذا قال قلت ما بقى في مستمع لشئ ولا بلاغ قال فراشدا قال فخرجت فكان وجهي إلى مكة قال ابنه ولم يزل بمكة فلم تطل أيامه بها حتى مات قال محمد بن عبد الله قال لي أبى قال يعقوب ابن داود وكان المهدى لا يشرب النبيذ إلا تحرجا ولكنه كان لا يشتهيه وكان أصحابه عمر بن بزيع والمعلى مولاه والمفضل ومواليه يشربون عنده بحيث يراهم قال وكنت أعظه في سقيهم النبيذ وفى السماع وأقول إنه ليس على هذا استوزرتني ولا على هذا صحبتك أبعد الصلوات الخمس في المسجد الجامع يشرب عندك النبيذ وتسمع السماع قال فكان يقول قد سمع عبد الله بن جعفر قال قلت ليس هذا من حسناته لو أن رجلا سمع في كل يوم كان ذلك يزيده قربة من الله أو بعدا وقال محمد بن عبد الله حدثني أبي قال كان أبى يعقوب بن داود قد ألح على المهدى في حسمه عن السماع واسقائه النبيذ حتى ضيق عليه وكان يعقوب قد ضجر بموضعه فتاب إلى الله مما هو فيه واستقبل وقدم النية في تركه موضعه قال فكنت أقول للمهدى يا أمير المؤمنين والله لشربة خمر أشربها أتوب إلى الله منها أحب إلى مما أنا فيه وإني لأركب إليك فأتمنى يدا خاطئة تصيبني في الطريق فأعفني وول غيري من شئت فانى أحب أن أسلم عليك أنا وولدي ووالله إني لا تفزع في النوم وليتني أمور المسلمين وإعطاء الجند وليس دنياك عوضا من آخرتي قال فكان يقول لي اللهم غفرا اللهم أصلح قلبه قال فقال شاعر له فدع عنك يعقوب بن داود جانبا * وأقبل على صهباء طيبة النشر (قال عبد الله بن عمر) وحدثني جعفر بن أحمد بن زيد العلوي قال قال ابن سلام وهب المهدى لبعض ولد يعقوب بن داود جارية وكان بضعف قال فلما كان
(٣٨٦)