ابن مروان بالشام فقدم به على المهدى قبل أن يوليه السند فحبسه المهدى في المطبق فذكر أبو الخطاب أن المهدى أتى بعبد الله بن مروان بن محمد وكان يكنى أبا الحكم فجلس المهدى مجلسا عاما في الرصافة فقال من يعرف هذا فقام عبد العزيز بن مسلم العقيلي فصار معه قائما ثم قال له أبو الحكم قال نعم ابن أمير المؤمنين قال كيف كنت بعدي ثم التفت إلى المهدى فقال نعم يا أمير المؤمنين هذا عبد الله بن مروان فعجب الناس من جرأته ولم يعرض له المهدى بشئ قال ولما حبس المهدى عبد الله ابن مروان احتيل عليه فجاء عمرو بن سهلة الأشعري فادعى أن عبد الله بن مروان قتل أباه فقدمه إلى عافية القاضي فتوجه عليه الحكم أن يقاد به وأقام عليه البينة فلما كان الحكم يبرم جاء عبد العزيز بن مسلم العقيلي إلى عافية القاضي يتخطى قاب الناس حتى صار إليه فقال يزعم عمرو بن سهلة أن عبد الله بن مروان قتل أباه كذب والله ما قتل أباه غيري أنا قتلته بأمر مروان وعبد الله بن مروان من دمه برئ فزالت عن عبد الله بن مروان ولم يعرض المهدى لعبد العزيز بن مسلم لأنه قتله بأمر مروان (وفيها) غزا الصائفة ثمامة بن الوليد فنزل دابق وجاشت الروم وهو مغتر فأتت طلائعه وعيونه بذلك فلم يحفل بما جاؤوا به وخرج إلى الروم وعليها ميخائيل بسرعان الناس فأصيب من المسلمين عدة وكان عيسى بن علي مرابطا بحصن مرعش يومئذ فلم يكن للمسلمين في ذلك العام صائفة من أجل ذلك (وفيها) أمر المهدى ببناء القصور في طريق مكة أو سع من القصور التي كان أبو العباس بناها من القادسية إلى زبالة وأمر بالزيادة في قصور أبى العباس وترك منازل أبى جعفر التي كان بناها على حالها وأمر باتخاذ المصانع في كل منهل وبتجديد الأميال والبرك وحفر الركايا مع المصانع وولى ذلك يقطين بن موسى فلم يزل ذلك إليه إلى سنة 171 وكان خليفة يقطين في ذلك أخوه أبو موسى (وفيها) أمر المهدى بالزيادة في مسجد الجامع بالبصرة فزيد فيه من مقدمه مما يلي القبلة وعن يمينه مما يلي رحبة بنى سليم وولى بناء ذلك محمد بن سليمان وهو يومئذ والى البصرة (وفيها) أمر المهدى بنزع المقاصير من مساجد الجماعات وتقصير المنابر وتصيير ها إلى المقدار الذي عليه
(٣٦٨)