الله وبركاته وكتب معاوية بن عبد الله في سنة 159 فلما وصل الكتاب إلى محمد ابن سليمان وقع بإنفاذه ثم كلم فيهم فكف عنهم وقد كان كتب إلى عبد الملك ابن أيوب بن ظبيان النميري بمثل ما كتب به إلى محمد فلم ينفذه لموضعه من قيس وكراهته أن يخرج أحد من قومه إلى غيرهم (وفيها) كانت وفاة عبيد الله بن صفوان الجمحي وهو وال على المدينة فولى مكانه محمد بن عبد الله الكثيري فلم يلبث الا يسيرا حتى عزل وولى مكانه زفر بن عاصم الهلالي وولى المهدى قضاء المدينة فيها عبد الله بن محمد بن عمران الطلحي (وفيها) خرج عبد السلام الخارجي فقتل (وفيها) عزل بسطام بن عمرو عن السند واستعمل عليها روح بن حاتم (وحج بالناس) في هذه السنة المهدى واستخلف على مدينته حين شخص عنها ابنه موسى وخلف معه يزيد بن منصور خال المهدى ووزيرا له ومدبرا لامره وشخص مع المهدى في هذه السنة ابنه هارون وجماعة من أهل بيته وكان ممن شخص معه يعقوب ابن داود على منزلته التي كانت له عنده فأتاه حين وافى مكة الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن الذي استأمن له يعقوب من المهدى على أمانه فأحسن المهدى صلته وجائزته وأقطعه مالا من الصوافي بالحجاز (وفيها) نزع المهدى كسوة الكعبة التي كانت عليها وكساها كسوة جديدة وذلك أن حجبة الكعبة فيما ذكر رفعوا إليه أنهم يخافون على الكعبة أن تهدم لكثرة ما عليها من الكسوة فأمر أن يكشف عنها ما عليها من الكسوة حتى بقيت مجردة ثم طلى البيت كله بالخلوق وذكر أنهم لما بلغوا إلى كسوة هشام ووجدوها ديباجا تخينا جيدا ووجدوا كسوة من كان قبله عامتها من متاع اليمن * وقسم المهدى في هذه السنة بمكة في أهلها فيما ذكر مالا عظيما وفى أهل المدينة كذلك فذكر أنه نظر فيما قسم في تلك السفرة فوجد ثلاثين ألف ألف درهم حملت معه ووصلت إليه من مصر ثلثمائة ألف دينار ومن اليمن مائتا ألف دينار قسم ذلك كله وفرق من الثياب مائة ألف ثوب وخمسين ألف ثوب ووسع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بنزع المقصورة التي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فنزعت وأراد أن
(٣٦٦)