ما عزم عليه الحسن بن إبراهيم من الهرب فأتى ابن علاثة فأخبره أن عنده نصيحة للمهدى وسأله إيصاله إلى أبى عبيد الله فسأله عن تلك النصيحة فأبى أن يخبره بها وحذره فوتها فانطلق ابن علاثة إلى أبى عبيد الله فأخبره خبر يعقوب وما جاء به فأمره بادخاله عليه فلما دخل عليه سأله إيصاله إلى المهدى ليعلمه النصيحة التي له عنده فأدخله عليه فلما دخل على المهدى شكر له بلاءه عنده في اطلاقه إياه ومنه عليه ثم أخبره أن له عنده نصيحة فسأله عنها بمحضر من أبى عبيد الله وابن علاثة فاستخلاه منهما فأعلمه المهدى ثقته بهما فأبى أن يبوح له بشئ حتى يقوما فأفامهما وأخلاه فأخبره خبر الحسن بن إبراهيم وما أجمع عليه وأن ذلك كائن من ليلته المستقبلة فوجه المهدى من يثق به ليأتيه بخبره فأتاه بتحقيق ما أخبره به يعقوب فأمر بتحويله إلى نصير فلم يزل في حبسه إلى أن احتال واحتيل له فخرج هاربا وافتقد فشاع خبره فطلب فلم يظفر به وتذكر المهدى دلالة يعقوب إياه كانت عليه فرجا عنده من الدلالة عليه مثل الذي كان منه في أمره فسأله أبا عبيد الله عنه فأخبره أنه حاضر وقد كان لزم أبا عبيد الله فدعا به المهدى خاليا فذكر له ما كان من فعله في الحسن بن إبراهيم أولا ونصحه له فيه وأخبره بما حدث من أمره فأخبره يعقوب أنه لا علم له بمكانه وأنه إن أعطاه أمانا يثق به ضمن له أن يأتيه به على أن يتم له على أمانه ويصله ويحسن إليه فأعطاه المهدى ذلك في مجلسه وضمنه له فقال له يعقوب فاله يا أمير المؤمنين عن ذكره ودع طلبه فان ذلك يوحشه ودعني وإياه حتى أحتال فأتيك به فأعطاه المهدى ذلك وقال يعقوب يا أمير المؤمنين قد بسطت عدلك لرعيتك وأنصفتهم وعممتهم بخيرك وفضلك فعظم رجؤهم وانفسحت آمالهم وقد بقيت أشياء لو ذكرتها لك لم تدع النظر فيها بمثل ما فعلت في غيرها وأشياء مع ذلك خلف بابك يعمل بها لا تعلمها فان جعلت لي السبيل إلى الدخول عليك وأذنت لي في رفعها إليك فعلت فأعطاه المهدى ذلك وجعله إليه وصير سليمان الخادم الأسود خادم المنصور سببه في اعلام المهدى بمكانه كلما أراد الدخول فكان يعقوب يدخل على المهدى ليلا ويرفع إليه النصائح في الأمور
(٣٥٤)