على تلك الحال فأدخلوه على المهدى فأمر هرثمة بن أعين فقطع يدي يوسف ورجليه وضرب عنقه وعنق أصحابه وصلبهم على جسر دجلة الاعلى مما يلي عسكر المهدى وانما أمر هر ثمة بقتله لأنه كان قتل أخا لهرثمة بخراسان (وفيها) قدم عيسى بن موسى مع أبي هريرة يوم الخميس لست خلون من المحرم فيما ذكر الفضل ابن سليمان فنزل دارا كانت لمحمد بن سليمان على شاطئ دجلة في عسكر المهدى فأقام أياما يختلف إلى المهدى ويدخل مدخله الذي كان يدخله لا يكلم بشئ ولا يرى جفوة ولا مكروها ولا تقصيرا به حتى أنس به بعض الانس ثم حضر الدار يوما قبل جلوس المهدى فدخل مجلسا كان يكون للربيع في مقصورة صغيرة وعليها باب وقد اجتمع رؤساء الشيعة في ذلك اليوم على خلعه والوثوب عليه ففعلوا ذلك وهو في المقصورة التي فيها مجلس الربيع فأغلق دونهم المقصورة فضربوا الباب بجرزهم وعمدهم فهشموا الباب وكادوا يكسرونه وشتموه أقبح الشتم وحصروه هنالك وأظهر المهدى انكارا لما فعلوا فلم يرعهم ذلك عن فعلهم بل شدوا في أمره وكانوا بذلك هو وهم أياما إلى أن كاشفه ذوو الأسنان من أهل بيته بحضرة المهدى فأبوا الا خلعه وشتموه في وجهه وكان أشدهم عليه محمد بن سليمان فلما رأى المهدى ذلك من رأيهم وكراهتهم لعيسى وولايته دعاهم إلى العهد لموسى فصار إلى رأيهم وموافقتهم وألح على عيسى في إجابته وإياهم إلى الخروج مما له من العهد في أعناق الناس وتحليلهم منه فأبى وذكر أن عليه أيمانا محرجة في ماله وأهله فأحضر له من الفقهاء والقضاة عدة منهم محمد بن عبد الله ابن علاثة والزنجي بن خالد المكي وغيرهما فأتوه بما رأوا وصار إلى المهدى ابتياع ماله من البيعة في أعناق الناس بما يكون له فيه رضى وعوض مما يخرج له من ماله لما يلزمه من الحنث في يمينه وهو عشرة آلاف ألف درهم وضياع بالزاب الاعلى وكسكر فقبل ذلك عيسى وبقى منذ فاوضه المهدى على الخلع إلى أن أجاب محتسبا عنده في دار الديوان من الرصافة إلى أن صار إلى الرضى بالخلع والتسليم وإلى أن خلع يوم الأربعاء لأربع يقين من المحرم بعد صلاة العصر فبايع للمهدى ولموسى من
(٣٥٩)