موسى بن المهدى والربيع مولى المنصور وجها منارة مولى المنصور بخبر وفاة المنصور وبالبيعة للمهدى وبعثا بعد بقضيب النبي صلى الله عليه وسلم وبردته التي يتوارثها الخلفاء مع الحسن الشروى وبعث أبو العباس الطوسي بخاتم الخلافة مع منارة ثم خرجوا من مكة وسار عبد الله بن المسيب بن زهير بالحربة بين يدي صالح بن المنصور على ما كان يسير بها بين يديه في حياة المنصور فكسرها القاسم بن نصر بن مالك وهو يومئذ على شرطة موسى بن المهدى واندس علي بن عيسى بن ماهان لما كان في نفسه من أذى عيسى بن موسى وما صنع به للراوندية فأظهر الطعن والكلام في مسيرهم وكان من رؤسائهم أبو خالد المروروذي حتى كاد الامر يعظم ويتفاقم حتى لبس السلاح وتحرك في ذلك محمد بن سليمان وقام فيه وغيره من أهل بيته إلا أن محمدا كان أحسنهم قياما به حتى طفئ ذلك وسكن وكتب به إلى المهدى فكتب بعزل علي بن عيسى عن حرس موسى بن المهدى وصير مكانه أبا حنيفة حرب بن قيس وهدأ أمر العسكر وتقدم العباس بن محمد ومحمد ابن سليمان إلى المهدى وسبق إليه العباس بن محمد وقدم منارة على المهدى يوم الثلاثاء للنصف من ذي الحجة فسلم عليه بالخلافة وعزاه وأوصل الكتب إليه وبايعه أهل مدينة السلام * وذكر الهيثم بن عدي عن الربيع أن المنصور رأى في حجته التي مات فيها وهو بالعذيب أو غيره من منازل طريق مكة رؤيا وكان الربيع عديله وفزع منها وقال يا ربيع ما أحسبني إلا ميتا في وجهي هذا وأنك تؤكد البيعة لأبي عبد الله المهدى قال الربيع فقلت له بل يبقيك الله يا أمير المؤمنين ويلغ أبو عبد الله محبتك في حياتك إن شاء الله قال وثقل عند ذلك وهو يقول بادر بي إلى حرم ربى وأمنه هاربا من ذنوبي وإسرافي على نفسي فلم يزل كذلك حتى بلغ بئر ميمون فقلت له هذه بئر ميمون وقد دخلت الحرم فقال الحمد لله وقضى من يومه قال الربيع فأمرت بالخيم فضربت وبالفساطيط فهيأت وعمدت إلى أمير المؤمنين فألبسته الطويلة والدراعة وسندته وألقيت في وجهه كلة رقيقة يرى منها شخصه ولا يفهم أمره وأدنيت أهله من الكلة حيث لا يعلم بخبره ويرى شخصه
(٣٥٠)