منهم فإنهم مادتك لشدة إن نزلت بك وما أظنك تفعل وأوصيك بأهل خراسان خيرا فإنهم أنصارك وشيعتك الذين بذلوا أموالهم في دولتك ودماءهم دونك ومن لا تخرج محبتك من قلوبهم أن تحسن إليهم وتتجاوز عن مسيئهم وتكافئهم على ما كان منهم وتخلف من مات منهم في أهله وولده وما أظنك تفعل وإياك أن تبنى مدينة الشرقية فإنك لا تتم بناءها وما أظنك تفعل وإياك أن تستعين برجل من بنى سليم وأظنك ستفعل وإياك أن تدخل النساء في شورتك في أمرك وأظنك ستفعل وقال غير الهيثم أن المنصور دعا المهدى عند مسيره إلى مكة فقال يا أبا عبد الله إني سائر وانى غير راجع فإنا لله وإنا إليه راجعون فاسئل الله بركة ما أقدم عليه هذا كتاب وصيتي مختوما فإذا بلغك أنى قدمت وصار الامر إليك فانظر فيه وعلى دين فأحب أن تقضيه وتضمنه قال هو على يا أمير المؤمنين قال فإنه ثلثمائة ألف درهم ونيف ولست استحلها من بيت مال المسلمين فاضمنها عنى وما يفضى إليك من الامر أعظم منها قال أفعل هو على قال وهذا القصر ليس هو لك هولي وقصرى بنيته بمالي فأحب أن تصير نصيبك منه لاخوتك الأصاغر قال نعم قال ورقيقي الخاصة هم لك فاجعلهم لهم فإنك تصير إلى ما يغنيك عنهم وبهم إلى ذلك أعظم الحاجة قال أفعل قال أما الضياع فلست أكلفك فيها هذا ولو فعلت كان أحب إلى قال أفعل قال سلم إليهم ما سألتك من هذا وأنت معهم في الضياع قال والمتاع والثياب سلمه لهم قال أفعل قال أحسن الله عليك الخلافة ولك الصنع اتق الله فيما خولك وفيما خلفتك عليه ومضى إلى الكوفة فنزل الرصافة ثم خرج منها مهلا بالعمرة والحج قد ساق هديه من البدن وأشعر وقلد وذلك الأيام خلت من ذي القعدة * وذكر أبو يعقوب بن سليمان قال حدثتني جمرة العطارة عطارة أبى جعفر قالت لما عزم المنصور على الحج دعا ريطة بنت أبي العباس امرأة المهدى وكان المهدى بالري قبل شخوص أبى جعفر فأوصاها بما أراد وعهد إليها ودفع إليها مفاتيح الخزائن وتقدم إليها وأحلفها ووكد الايمان لا تفتح بعض تلك الخزائن ولا تطلع عليها أحدا الا المهدى ولا هي الا أن يصح عندما
(٣٤٣)