ثم دخلت فوقفت بالموضع الذي أوهمهم أنه يخاطبني ثم خرجت فقلت إن أمير المؤمنين مفيق بمن الله وهو يقرأ عليكم السلام ويقول إني حب أن يؤكد الله أمركم ويكبت عدوكم ويسر وليكم وقد أحببت أن تجددوا بيعة أبى عبد الله المهدى لئلا يطمع فيكم عدو ولا باغ فقال القوم كلهم وفق الله أمير المؤمنين نحن إلى ذاك أسرع قال فدخل فوقف ورجع إليهم فقال هلموا للبيعة فبايع القوم كلهم فلم يبق أحد من خاصته والأولياء ورؤساء من حضره إلا بايع المهدى ثم دخل وخرج باكيا مشقوق الجيب لا طما رأسه فقال بعض من حضر ويلي عليك يا ابن شاة يريد الربيع وكانت أمه ماتت وهى ترضعه فأرضعته شاة قال وحفر للمنصور مائة قبر ودفن في كلها لئلا يعرف موضع قبره الذي هو ظاهر للناس ودفن في غيرها للخوف عليه قال وهكذا قبور خلفاء ولد العباس لا يعرف لاحد منهم قبر قال فبلغ المهدى فلما قدم عليه الربيع قال يا عبد ألم تمنعك جلالة أمير المؤمنين إن فعلت ما فعلت به وقال قوم إنه ضربه ولم يصح ذلك قال وذكر من حضر حجة المنصور قال رأيت صالح بن المنصور وهو مع أبيه والناس معه وإن موسى بن المهدى لفى تباعه ثم رجع الناس وهم خلف موسى وأن صالحا معه وذكر عن الأصمعي أنه قال أول من نعى أبا جعفر المنصور بالبصرة خلف الأحمر وذلك أنا كنا في حلقة يونس فمر بنا فسلم علينا فقال * قد طرقت ببكرها أم طبق * قال يونس وماذا قال تنتجوها خير أضخم العنق * موت الامام فلقة من الفلق (وحج) بالناس في هذه السنة إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي وكان المنصور فيما ذكر أوصى بذلك (وكان) العامل في هذه السنة على مكة والطائف إبراهيم ابن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وعلى المدينة عبد الصمد بن علي وعلى الكوفة عمرو بن زهير الضبي أخو المسيب بن زهير وقيل كان العامل عليها إسماعيل ابن أبي إسماعيل الثقفي وقيل إنه مولى لبنى نصر من قيس وعلى قضائها شريك
(٣٥١)