يفعل ذلك إلا عن رأيهم وأنهم يدأبون في طلب السلطان ويلتمسون بذلك القطيعة والعقوق وقد عجزوا عن عداوة بنى أمية لما نازعوهم السلطان وضعفوا عن طلب ثأرهم حتى وثب بنو أبيه غضبا لهم على بنى أمية فطلبوا بثأرهم فأدركوا بدمائهم وانتزعوا السلطان عن أيديهم وتمثل في الكتاب بشعر سبيع بن ربيعة بن معاوية اليربوعي فلولا دفاعي عنكم إذ عجزتم * وبالله أحمى عنكم وأدافع لضاعت أمور منكم لا أرى لها * كفاة ومالا يحفظ الله ضائع فسموا لنا من طحطح الناس عنكم * ومن ذا الذي تحنى عليه الأصابع وما زال منا قد علمتم عليكم * على الدهر إفضال يرى ومنافع وما زال منكم أهل غدر وجفوة * وبالله مغتر وللرحم قاطع وإن نحن غبنا عنكم وشهدتم * وقائع منكم ثم فيها مقانع وإتا لنزعاكم وترعون شأنكم * كذلك الأمور خافضات روافع وهل تعلون أقدام قوم صدورهم * وهل تعلون فوق السنام الأكارع ودب رجال للرئاسة منكم * كما درجت تحت الغدير الضفادع وذكر عن يحيى بن الحسن بن عبد الخالق قال كان أرزاق الكتاب والعمال أيام أبى جعفر ثلثمائة درهم فلما كانت كذلك لم تزل على حالها إلى أيام المأمون فكان أول من سن زيادة الأرزاق الفضل بن سهل فأما في أيام بنى أمية وبنى العباس فلم تزل الأرزاق من الثلثمائة إلى ما دونها كان الحجاج يجرى على يزيد بن أبي مسلم ثلثمائة درهم في الشهر وذكر إبراهيم بن موسى بن عيسى بن موسى أن ولاة البريد في الآفاق كلها كانوا يكتبون إلى المنصور أيام خلافته في كل يوم بسعر القمح والحبوب والأدم وبسعر كل مأكول وبكل ما يقضى به القاضي في نواحيهم وبما يعمل به الوالي وبما يرد بيت المال من المال وكل حدث وكانوا إذا صلوا المغرب يكتبون إليه بما كان في كل ليلة إذا صلوا الغداة فإذا وردت كتبهم نظر فيها فإذا رأى الأسعار على حالها أمسك وإن تغير شئ منها عن حاله كتب إلى الوالي والعامل هناك وسأل عن العلة
(٣٣٦)