بجريرتنا ما فعل وأنت معرضه لأبي جعفر وهو من قد علمت فأنت قاتله ومتحمل مأثمه قال فوجم محمد طويلا ثم قال هو والله أبو جعفر والله ما أتعرض له ثم حملنا جميعا فدخلنا على أبى جعفر وليس عنده أحد يعرف الكثيري غير الحسن بن زيد فأقبل على الكثيري فقال يا عدو الله أتكرى عدو أمير المؤمنين ثم تنقله من بلد إلى بل تواريه مرة وتظهره أخرى قال يا أمير المؤمنين وما علمي بخبره وجريرته وعداوته إياك إنما أكريته جاهلا به ولا أحسبه إلا رجلا من المسلمين برى الساحة سليم الناحية ولو علمت حاله لم أفعل قال واكب الحسن بن زيد ينظر إلى الأرض لا يرفع رأسه قال فأوعد أبو جعفر الكثيري وتهدده ثم أمر بإطلاقه فخرج فتغيب ثم أقبل على أبى فقال هيه يا عثمان أنت الخارج على أمير المؤمنين والمعين عليه قال بايعت أنا وأنت رجلا بمكة فوفيت ببيعتي وغدرت بيعتك قال فأمر به فضربت عنقه قال وحدثني عيسى قال حدثني أبي قال أتى أبو جعفر بعبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فنظر إليه فقال إذا قتلت مثل هذا من قريش فمن أستبقي ث أطلقه وأتى بعثمان بن محمد بن خالد فقتله وأطلق ناسا من القرشيين فقال له عيسى بن موسى يا أمير المؤمنين ما أشقى هذا بك من بينهم فقال إن هذا بيني قال وحدثني عيسى قال سمعت حسن بن زيد يقول غدوت يوما على أبى جعفر فإذا هو قد أمر بعمل دكان ثم أقام عليه خالدا وأتى بعلى بن المطلب بن عبد الله بن حنطب فأمر به فضرب خمسمائة سوط ثم أتى بعبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع فأمر به فجلد خمسمائة سوط فما تحرك واحد منهما فقال لي هل رأيت أصبر من هذين قط والله إنا لنؤتى بالذين قد قاسوا غلظ المعيشة وكدها فما يصبرون هذا الصبر وهؤلاء أهل الخفض والكن والنعمة قلت يا أمير المؤمنين هؤلاء قومك أهل الشرف والقدر قال فأعرض عنى وقال أبيت إلا العصبية ثم أعاد عبد العزيز بن إبراهيم بعد ذلك ليضربه فقال يا أمير المؤمنين الله الله فينا فوالله إني لمكب على وجهي منذ أربعين ليلة ما صليت لله صلاة قال أنتم صنعتم ذلك بأنفسكم قال فأين العفو يا أمير المؤمنين قال فالعفو
(٢٢٩)