مدة أخرى انسجامها، ونشط الاجتهاد عل الطريقة الأصولية بعد ضمور واختفاء.
ومما يروى من سيرة هذا الفقيه الجليل الشيخ يوسف أنه رغم الصراع الطويل الذي خاضه مع الوحيد البهبهاني في أمر الأصول والاجتهاد أوصى أن يصلي عليه بعد وفاته الوحيد البهبهاني دون غيره من معاصريه، وهذه درجة عاليه من التجرد عن الأنانية لا يناله إلا ذو حظ عظيم من الاخلاص لله تعالى.
الوحيد البهبهاني:
حمل الوحيد البهبهاني لواء الدعوة إلى الخط الأصولي، وواجه الأخباريين في النجف وبهبهان وكربلاء، وفي تأليفاته ودروسه ومحاوراته التي كان يجريها مع علماء المدرسة الأخبارية.
حل في بهبهان ثلاثين سنة، وكانت هذه المدينة تضم جمعا من فقهاء البحرين الأخباريين فتحولت المدرسة العلمية في عهده في هذه المدينة إلى الاتجاه الأصولي.
وانتقل إلى كربلاء وبقي إلى آخر عمره في كربلاء وتوفي فيها. ولما حل الشيخ الوحيد في كربلاء كان الاتجاه الأخباري - كما ذكرنا - هو الاتجاه السائد، وكان الشيخ يوسف البحراني زعيم هذا الاتجاه العلمي، فبدأ الوحيد يعمل ضد هذا الاتجاه في دروسه وتأليفه ومحاوراته، فلم يمض مدة حتى استقطب فضلاء طلاب الشيخ يوسف البحراني، كالسيد مهدي بحر العلوم والسيد مهدي الشهرستاني، وتحول جمع من تلاميذ الشيخ يوسف من درسه إلى درس الوحيد البهبهاني. وكان همه الأول خلال هذه الفترة هو تكريس الاتجاه الأصولي ونقض ونقد الاتجاه الأخباري وإعادة الانسجام والاعتدال إلى مدرسة أهل البيت في الفقه.
وكان الشيخ الوحيد محاورا قويا وقادرا على إدارة الحوار بصورة ممتازة