و " الحسن " هو الخبر الذي يتصل بالمعصوم بسلسلة من الرواة الإماميين الممدوحين جميعا من قبل علماء الجرح والتعديل دون التصريح بتوثيقهم جميعا.
و " الموثق " هو الخبر الذي يتصل بالمعصوم بسلسلة من الرواة الذين ورد توثيقهم جميعا في كتب الجرح والتعديل إلا أن بعض رجاله، أو كلهم لم يكونوا من الإمامية.
و " الضعيف " هو الخبر الذي لم يكن فيه أحد الأوصاف الثلاثة أعلاه.
وبموجب هذا التقسيم يصح الأخذ بالصحاح والحسان والموثقات وتترك الأحاديث الضعيفة.
وهذا المقياس مقياس موضوعي ومحدد يعتمد أسسا دقيقة وموضوعة في تميز ما يصح العمل به من الأحاديث عن التي لا يصح العمل بها.
وقد أدى هذا التنسيق فيما بعد إلى خلاف بين مدرستين في الفقه الإمامي هما مدرسة الأصوليين ومدرسة المحدثين الذين رفضوا هذا التقسيم وأصروا على الأخذ بما ورد في الكتب الأربعة من دون أن يناقشوا في سندها.
ومهما يكن من أمر فقد استقر تصنيف الحديث إلى هذه الأقسام الأربعة بعد هذا التاريخ، وأصبح هذا التقسيم أساسا للاستنباط والبحث الفقهي بشكل عام.
وفيما بعد كتب الشيخ حسن مؤلف المعالم نجل الشهيد الثاني رحمهما الله كتاب " منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان " في هذا الاتجاه. وهذا بعض إنجازات مدرسة الحلة.
ومهما يكن من أمر فقد كانت مدرسة الحلة امتدادا لمدرسة بغداد، وتطويرا لمناهجها وأساليبها، وبالرغم من الفتح الفقهي الكبير الذي قدر لمدرسة بغداد على يد الشيخ الطوسي كانت المدرسة بداية لفتح جديد ومرحلة جديدة في الاستنباط، وقد قدر لمدرسة الحلة فيما بعد أن تعمق مكاسب هذه المدرسة وتطورها.