ونخالف بين وجوههما ويطاف بهما قال " فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين " قال فجاؤوا بها فقرؤوها حتى إذا مر بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم وقرأ ما بين يديها وما وراءها فقال له عبد الله بن سلام وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مره فليرفع يده فرفع يده فإذا تحتها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما. قال عبد الله بن عمر كنت فيمن رجمهما فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه. وقال أبو داود حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني حدثنا ابن وهب حدثنا هشام بن سعد أن زيد بن أسلم حدثه عن ابن عمر قال: أتى نفر من اليهود فدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القف فأتاهم في بيت المدارس فقالوا: يا أبا القاسم إن رجلا منا زنى بامرأة فاحكم قال ووضعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة فجلس عليها ثم قال " ائتوني بالتوراة " فأتي بها فنزع الوسادة من تحته ووضع التوراة عليها وقال: آمنت بك وبمن أنزلك ثم قال " ائتوني بأعلمكم " فأتى بفتى شاب ثم ذكر قصة الرجم نحو حديث مالك عن نافع وقال الزهري: سمعت رجلا من مزينة ممن يتبع العلم ويعيه ونحن عند ابن المسيب عن أبي هريرة قال زنى رجل من اليهود بامرأة فقال بعضهم لبعض اذهبوا إلى هذا النبي فإنه بعث بالتخفيف فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلنا واحتججنا بها عند الله قلنا فتيا نبي من أنبيائك قال فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقالوا يا أبا القاسم ما تقول في رجل وامرأة منهم زنيا؟ فلم يكلهم كلمة حتى أتى بيت مدارسهم فقام على الباب فقال " أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن " قالوا يحمم ويجبه ويجلد والتجبية أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتهما ويطاف بهما قال وسكت شاب منهم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت ألظ به رسول الله صلى الله عليه وسلم النشدة فقال اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم فقال النبي صلى الله عليه وسلم " فما أول ما ارتخصتم أمر الله " فقال زنى ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم ثم زنى رجل في إثره من الناس فأراد رجمه فحال قومه دونه وقالوا لا نرجم صاحبنا حتى تجئ بصاحبك فترجمه فاصطلحوا هذه العقوبة بينهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم " فإني أحكم بما في التوراة " فأمر بهما فرجما قال الزهري فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا " فكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم رواه أحمد وأبو داود وهذا لفظه وابن جرير وقال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي محمم مجلود فدعاهم فقال " أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم " فقالوا نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال: " أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ". فقال لا والله ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا تعالوا حتى نجعل شيئا نقيمه على الشريف والوضيع فاجتمعنا على التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه " قال فأمر به فرجم قال فأنزل الله عز وجل " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إلى قوله " يقولون إن أؤتيتم هذا فخذوه " أي يقولون ائتوا محمدا فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا إلى قوله " من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " قال في اليهود إلى قول " من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " قال في اليهود " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " قال في الكفار كلها انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة من غير وجه عن الأعمش به وقال الإمام أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي في مسنده حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال زنى رجل من أهل فدك فكتب أهل فدك إلى ناس من اليهود بالمدينة أن سلوا محمدا عن ذلك فإن أمركم بالجلد فخذوه عنه وإن أمركم بالرجم فلا تأخذوه عنه فسألوه عن ذلك فقال " أرسلوا إلى أعلم رجلين فيكم " فجاؤوا برجل أعور يقال له ابن صوريا وآخر فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم " أنتما أعلم من قبلكما " فقالا قد دعانا قومنا لذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهما " أليس عندكما التوراة فيها حكم الله " قالا بلى فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أنشدكم بالذي فلق البحر لبني إسرائيل وظلل
(٦١)