والألف. * (وأنك لا تظمأ) * قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: " وأنك " مفتوحة الألف. وقرأ نافع، وأبو بكر عن عاصم: " وإنك " بكسر الألف. قال أبو علي: من فتح، حمله على أن لك أن لا تجوع وأن لك أن لا تظمأ، ومن كسر، استأنف.
قوله تعالى: * (لا تظمأ فيها) * أي: لا تعطش. يقال: ظمئ الرجل يظمأ ظمأ، فهو ظمآن، أي:
عطشان. ومعنى * (لا تضحى) * لا تبرز للشمس فيصيبك حرها، لأنه ليس في الجنة شمس.
قوله تعالى: * (هل أدلك عل شجرة الخلد) * أي: على شجرة من أكل منها لم يمت * (وملك لا يبلى) * جديده ولا يفنى. وما بعد هذا مفسر في الأعراف.
وفي قوله تعالى: * (فغوى) * قولان:
أحدهما: ضل طريق الخلود حيث أراده من قبل المعصية.
والثاني: فسد عليه عيشه، لأن معنى الغي: الفساد. قال ابن الأنباري: وقد غلط بعض المفسرين، فقال: معنى " غوى ": أكثر مما أكل من الشجرة حتى بشم، كما يقال: غوى الفصيل إذا أكثر من لبن أمه فبشم وكاد يهلك، وهذا خطأ من وجهين:
أحدهما: أنه لا يقال من البشم: غوى يغوي، وإنما يقال: غوي يغوى.
والثاني: أن قوله تعالى: * (فلما ذاقا الشجرة) * يدل على أنهما لم يكثرا، ولم تتأخر عنهما العقوبة حتى يصلا إلى الإكثار. قال ابن قتيبة: فنحن نقول في حق آدم: عصى وغوى كما قال الله عز وجل، ولا نقول: آدم عاص وغاو، كما تقول لرجل قطع ثوبه وخاطه: قد قطعه وخاطه، ولا تقول: هذا خياط، حتى يكون معاودا لذلك الفعل، معروفا به.
قوله تعالى: * (ثم اجتباه ربه) * قد بينا الاجتباء في الأنعام. * (فتاب عليه وهدى) * أي:
هداه للتوبة. * (قال اهبطا) * في المشار إليهما قولان:
أحدهما: آدم وإبليس، قاله مقاتل.
والثاني: آدم وحواء، قاله أبو سليمان الدمشقي. ومعنى قوله عز وجل: * (بعضكم لبعض عدو) * آدم وذريته، وإبليس وذريته، والحية أيضا; وقد شرحنا هذا في البقرة.
قوله تعالى: * (فمن اتبع هداي) * أي: رسولي وكتابي * (فلا يضل ولا يشقى) * قال ابن عباس: