تنسى " 126 " وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى " 27 " قوله تعالى: * (ولقد عهدنا إلى آدم) * أي: أمرناه وأوصيناه أن لا يأكل من الشجرة * (من قبل) * أي: من قبل هؤلاء الذين نقضوا عهدي وتركوا الإيمان بي، وهم الذين ذكرهم في قوله:
* (لعلهم يتقون) *، والمعنى: أنهم إن نقضوا العهد، فإن آدم قد عهدنا إليه * (فنسي) *.
وفي هذا النسيان قولان:
أحدهما: أنه الترك، قاله ان عباس، ومجاهد، والمعنى: ترك ما أمر به.
والثاني: أنه من النسيان الذي يخالف الذكر، حكاه الماوردي. وقرأ معاذ القارئ، وعاصم الجحدري، وابن السميفع: " فنسي " بفتح النون وتشديد السين.
قوله تعالى: * (ولم نجد له عزما) * العزم في اللغة: توطين النفس على الفعل.
وفي المعنى أربعة أقوال:
أحدهما: لم نجد له حفظا، رواه العوفي عن ابن عباس، والمعنى: لم يحفظ ما أمر به.
والثاني: صبرا، قاله قتادة، ومقاتل، والمعنى: لم يصبر عما نهي عنه.
والثالث: حزما، قاله ابن السائب. قال ابن الأنباري: وهذا لا يخرج آدم من أولي العزم، وإنما لم يكن له عزم في الأكل فحسب.
والرابع: عزما في العود إلى الذنب، ذكره الماوردي. وما بعد هذا قد تقدم تفسيره البقرة إلى قوله تعالى: * (فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى) * قال المفسرون: المراد به نصب الدنيا وتعبها من تكلف الحرث والزرع والعجن والخبز وغير ذلك. قال سعيد بن جبير: أهبط إلى آدم ثور أحمر، فكان يعتمل عليه ويمسح العرق عن جبينه، فذلك شقاؤه. قال العلماء: والمعنى: فتشقيا; وإنما لم يقل:
فتشقيا، لوجهين:
أحدهما: أن آدم هو المخاطب، فاكتفى به، مثله: * (عن اليمين وعن الشمال قعيد) *، قاله الفراء.
والثاني: أنه لما كان آدم هو الكاسب، كان التعب في حقه أكثر، ذكره الماوردي.
قوله تعالى: * (ألا تجوع فيها) * قرأ أبي بن كعب: " لا تجاع ولا تعرى " بالتاء المضمومة