قوله تعالى: * (من كان يريد العاجلة) * يعني: من كان يريد بعمله الدنيا، فعبر بالنعت عن الاسم، * (عجلنا له فيها ما نشاء) * من عرض الدنيا، وقيل: من البسط والتقتير، * (لمن نريد) * فيه قولان:
أحدهما: لمن نريد هلكته، قاله أبو إسحاق الفزاري.
والثاني: لمن نريد أن نعجل له شيئا وفي هذا ذم لمن أراد بعمله الدنيا، وبيان أنه لا ينال ما يقصده منها إلا ما قدر له، ثم يدخل النار في الآخرة. وقال ابن جرير: هذه الآية لمن لا يوقن بالمعاد. وقد ذكرنا معنى " جنهم " في البقرة، ومعنى * (يصلاها) * في سورة النساء، ومعنى * (مذموما مدحورا) * في الأعراف.
قوله تعالى: * (ومن أراد الآخرة) * يعني: الجنة * (وسعى لها سعيها) * أي: عمل لها العمل الذي يصلح لها، وإنما قال: * (وهو مؤمن) * لأن الإيمان شرط في صحة الأعمال، * (فأولئك كان سعيهم مشكورا) * أي: مقبولا. وشكر الله عز وجل لهم: ثوابه إياهم، وثناؤه عليهم.
كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا " 20 " انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا " 21 " لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا " 22 " قوله تعالى: * (كلا نمد هؤلاء) * قال الزجاج: " كلا " منصوب ب " نمد "، " هؤلاء " بدل من " كل " والمعنى: نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك، قال المفسرون: كلا نعطي من الدنيا، البر والفاجر، والعطاء هاهنا: الرزق، والمحظور: الممنوع، والمعنى: أن الرزق يعم المؤمن والكافر،