هي سورة الحمد، حيث إنها تمثل أدب الدعاء بصورة تامة، فهي تشتمل على الثناء والحمد وتمجيد الله * (الحمد لله) * وبعد ذلك فيها اعتراف بالعبودية له * (إياك نعبد) * والنقص والحاجة إليه * (إياك نستعين) * ثم يطلب الإنسان منه حاجته * (اهدنا الصراط...) *.
ومن هنا ورد في مجموعة من الروايات عن طريق (الخاصة، والعامة) أن الحمد قد قسمت بين الله عز وجل وعبده، فعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الله عز وجل قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل " (1).
وتفسر الرواية بأن نصف الحمد المشتمل على حمد الله وثنائه هو لله تبارك وتعالى، ونصفها الآخر المشتمل على الدعاء هو للعبد.
وفي بعض الروايات الواردة عن طريق (العامة من أهل السنة) أضيفت عبارة وآية بيني وبينه، إشارة إلى آية: * (إياك نعبد وإياك نستعين) * (2).
وفي رواية أخرى عن الرسول (صلى الله عليه وآله) عبر عن فاتحة الكتاب بالصلاة وأنها قد قسمت بين الله وبين العبد، فعن الرسول (صلى الله عليه وآله) قال:
" قال الله عز وجل قسمت هذه الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد بسم الله الرحمن الرحيم قلت... " (3).