4 - فاطر: * (الحمد لله فاطر السماوات والأرض...) *.
غير أن (الحمد) في هذه السور قد جاء تعبيرا ربانيا عن الحقيقة الإلهية، مجد الله فيه نفسه وحمدها، ثم انتقلت السورة بعد ذلك إلى الحديث مع الناس عامة أو مع النبي (صلى الله عليه وآله) خاصة حسب ما تستهدفه من غرض.
أما في (الفاتحة) فإن الحمد فيها وإن كان كلام الله أيضا لأنها وحي إلهي، ولكن (الحمد) جاء فيها على لسان العبد يتحدث به مع الله تبارك وتعالى، فصيغة الخطاب فيها وسياق تمام آياتها يختلف عما في غيرها من السور، إذ هو في مقام بيان علاقة العبد مع الله تبارك وتعالى، ولكن من خلال ذكر العبد لهذه العلاقة فلسان هذه السورة هو كلام الله الذي يراد به تعليم العبد كيفية الحديث مع ربه وخالقه وإلهه، إذن فلسانها هو حديث العبد لا حديث الرب.
ولا توجد هذه الميزة في كل سور القرآن سواء ابتدأت بالحمد أو لم تبتدئ، وإنما ذكرنا السور الأربع السابقة للمقارنة فقط لوجود المشابهة والمماثلة بينها وبين الحمد في الافتتاح.
وحتى في المعوذتين * (قل أعوذ برب الفلق) * (1) و * (قل أعوذ برب الناس) * (2) والكافرون * (قل يا أيها الكافرون) * (3) والتوحيد * (قل هو الله أحد) * (4) فإنه وإن كان الجزء الأعم من السورة هو لسان حال العبد، إلا أن هذه السور ابتدأت بقوله