يعني الإلزام والجزاء.
وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن لا تكون هناك عقوبات تعبر عن العدل الإلهي في الدار الدنيا، أو لا تكون هناك رحمة في الدار الآخرة، بل الأمر على العكس، فإن العقوبات في الدار الدنيا موجودة أيضا، ولذا نزلت الآيات الإلهية في الكافرين والظالمين، وباب الرحمة موجود في الدار الآخرة، ولذا وضعت الشفاعة والعفو عن السيئات بسبب الحسنات وغير ذلك من الأبواب. بل المقصود من ذلك ما أشرنا إليه (بشكل عام) وهو أن الخط العام الحاكم في الدنيا هو خط الرحمة، والخط العام الحاكم في الآخرة هو خط العدل الإلهي.
ويبدو من خلال الآيات القرآنية أن الحد الفاصل بين ميزان الرحمة والعدل الإلهي في الدار الآخرة هو العناد والتمرد والشرك والكفر، الذي يعبر عنه القرآن الكريم في كثير من الموارد بالاستكبار، لان ملاك العدل الإلهي هو الظلم، ومعنى العدل الإلهي هو إنزال الجزاء بالظالم، وأن للظلم هذا درجات، ودرجته التي لا يمكن التجاوز عنها هي درجة (الشرك والكفر والاستكبار)، قال تعالى:
* (والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * (1).
* (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون