وهناك مجموعة من الشواهد والقرائن (1) تورث الاطمئنان إلى أن ترتيب القرآن وبشكله الحالي هو ترتيب نبوي وأن نفس هذا الترتيب قد أقر بعد ذلك في زمن الخلفاء.
وأما القول الآخر فخلاصته: أن هذا الترتيب هو الترتيب الذي تم في خلافة (عثمان)، وأن النبي محمدا (صلى الله عليه وآله) لم يرتب القرآن الكريم بشكل معين، بل تركه بين أيدي المسلمين بشكل متناثر، وبقي هكذا حتى عهد عثمان بن عفان.
وسواء أخذنا بالقول الأول أو الثاني، فإن القرآن الكريم بترتيبه الحالي قد أقره المسلمون منذ الصدر الأول للإسلام وحتى الآن.
ورغم وجود الاختلافات العقائدية والفكرية بين المسلمين، إلا أنه لم يعرف بينهم اختلاف فيما يتعلق بهذا الموضوع.
وهذا الأمر في الواقع يدل على وجود هدف مشروع وراء هذا الترتيب وهذا السياق للقرآن الكريم، ولا بد أن يقوم البحث التفسيري بمهمة اكتشاف وإبراز هذا الهدف وتحقيقه.