بطريقة أو بأخرى، مع بيان الجذر اللغوي والعرفي للظهور البسيط.
الرابع: الانتباه إلى أن للقرآن الكريم مستويين من التفسير، وهما:
أولا: تفسير اللفظ، وهو بيان مفهومه اللغوي العام.
ثانيا: تفسير المعنى، وهو بيان المصاديق والمفردات المشخصة المقصودة من اللفظ.
وهذا يجنبنا كثيرا من المشكلات التي وقع فيها كثير من المفسرين، حيث خلطوا في عملية التفسير بين هذين المستويين مما أدى إلى ظهور مشكلات كثيرة.
فقد اعتمد بعض المفسرين على تفسير الصحابة اعتمادا كليا، دون الانتباه إلى أن الصحابة - وفي أغلب الأحيان - كانوا يفسرون اللفظ ويفسرون المعنى في نفس الوقت وفي عملية واحدة، بحيث يذكرون المفهوم اللغوي الذي استخدمه القرآن الكريم من خلال ذكر مصاديقه أو بعضها التي كانت مورد النزول أو أبرز المصاديق في ذلك العصر، بحيث اشتبه بعض المفسرين بعد ذلك، فجعلوا المفاهيم القرآنية العامة التي فسرها الصحابة بمصاديقها مرتبطة ارتباطا كليا بهذا المصداق الذي ذكره الصحابة لها، فأصبح المفهوم القرآني مرتبطا بأحد مصاديقه التي كانت موجودة في عصر النزول بحيث لا يحتمل غيره من المصاديق، وهذا ما جعل القرآن الكريم ميتا بحسب الاصطلاح، أي أنه ارتبط بالحوادث الماضية التي قد ماتت وانتهت مع أن القرآن حي باق لا بد من التدبر فيه واستنباط الموقف والمصداق منه لكل زمان ومكان.
ففي قوله تعالى: * (... فاسألوا أهل الذكر...) * (1) وردت الروايات عن