كحالة النفاق لدى اليهود مثلا، وذلك من خلال ملاحظة حركة الواقع المعاش وكيفية معالجته في طرح المفاهيم.
ثانيا: معرفة طريقة وأسلوب معالجة القرآن الكريم لتلك الظواهر والحالات الاجتماعية الخاطئة، من خلال دراسة المقطع القرآني الذي تعرض لهذه الحالات واستهدف معالجتها وتغييرها. وهذا لا يمكن أن يتم من خلال دراسة موضوع الأسلوب القرآني إلا إذا كانت دراسة مستوعبة لكل الآيات أو ما يشبه هذا النوع من الاستيعاب.
ثالثا: تطبيق تلك الحالة المشخصة وطريقة معالجتها على الواقع المعاش في هذا العصر، وذلك لأن حركة التاريخ محكومة بسنن تأريخية ثابتة جعلها الله تعالى مسيطرة على حركة الإنسان وحاكمة عليها وعلى طول خط حركة البشرية، ولذا أثار القرآن الكريم القضايا والقصص المعاشة في القرون السابقة من أجل استخلاص وانتزاع الموعظة والعبرة منها.
ومع أن التفسير الموضوعي أيضا يهتم بالواقع الموضوعي ومشاكله، إلا أنه لا يستطيع أن يقوم بهذا الدور، وذلك لأن جوابه يكون جوابا تجريديا، أي يجرد فيه النص القرآني من خصوصياته بصفته نصا له سياقه الخاص، وظروفه الخاصة في النزول، وطريقته المعينة في المعالجة من خلال طرح المفاهيم المتعددة، وبصورة متداخلة، ومن مقطع قرآني واحد.
ولذا نعتقد أن (دراسة القرآن الكريم دراسة تجزيئية وعلى أساس هذا المنظور سيكون لها دور في إحداث حالة تغييرية في المجتمع، من خلال التفاعل مع المفاهيم القرآنية، ومن خلال معرفة مصاديقها، ومعرفة تطبيقاتها المعاصرة التي نعيشها الآن).