أخرجه مسلم من طريق زهير وغيره عن أبي سفيان عن جابر مقرونا برواية أبى وائل عن أبي مسعود وهو عقبة ابن عمرو ووقع في بعض النسخ المتأخرة عن ابن مسعود وهو تصحيف (قوله كان من الأنصار رجل يقال له أبو شعيب) لم أقف على اسمه وقد تقدم في أوائل البيوع أن ابن نمير عند أحمد والمحاملي رواه عن الأعمش فقال فيه عن أبي مسعود عن أبي شعيب جعله من مسند أبى شعيب (قوله وكان له غلام لحام) لم أقف على اسمه وقد تقدم في البيوع من طريق حفص بن غياث عن الأعمش بلفظ قصاب ومضى تفسيره (قوله فقال اصنع لي طعاما أدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم خامس خمسة) زاد في رواية حفص واجعل لي طعاما يكفي خمسة فانى أريد أن أدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عرفت في وجهه الجوع وفى رواية أبى أسامة اجعل لي طعيما وفى رواية جرير عن الأعمش عند مسلم اصنع لنا طعاما لخمسة نفر (قوله فدعا النبي صلى الله عليه وسلم خامس خمسة) في الكلام حذف تقديره فصنع فدعاه وصرح بذلك في رواية أبى أسامة ووقع في رواية أبى معاوية عن الأعمش عند مسلم والترمذي وساق لفظها فدعاه وجلساءه الذين معه وكأنهم كانوا أربعة وهو خامسهم يقال خامس أربعة وخامس خمسة بمعنى قال الله تعالى ثاني اثنين وقال ثالث ثلاثة وفى حديث ابن مسعود رابع أربعة ومعنى خامس أربعة أي زائد عليهم وخامس خمسة أي أحدهم والأجود نصب خامس على الحال ويجوز الرفع على تقدير حذف أي وهو خامس أو وأنا خامس والجملة حينئذ حالية (قوله فتبعهم رجل) في رواية أبى عوانة عن الأعمش في المظالم فاتبعهم وهى بالتشديد بمعنى تبعهم وكذا في رواية جرير وأبى معاوية وذكرها الداودي بهمزة قطع وتكلف ابن التين في توجيهها ووقع في رواية حفص ابن غياث فجاء معهم رجل (قوله وهذا رجل تبعنا) في رواية أبى عوانة وجرير اتبعنا بالتشديد وفى رواية أبى معاوية لم يكن معنا حين دعوتنا (قوله فان شئت أذنت له وان شئت تركته) في رواية أبى عوانة وان شئت أن يرجع رجع وفى رواية جرير وان شئت رجع وفى رواية أبى معاوية فإنه اتبعنا ولم يكن معنا حين دعوتنا فان أذنت له دخل (قوله بل أذنت له) في رواية أبى أسامة لا بل أذنت له وفى رواية جرير لا بل أذنت له يا رسول الله وفى رواية أبى معاوية فقد أذنا له فليدخل ولم أقف على اسم هذا الرجل في شئ من طرق هذا الحديث ولا على اسم واحد من الربعة وفى الحديث من الفوائد جواز الاكتساب بصنعة الجزارة واستعمال العبد فيما يطيق من الصنائع وانتفاعه بكسبه منها وفيه مشروعية الضيافة وتأكد استحبابها لمن غلبت حاجته لذلك وفيه أن من صنع طعاما لغيره فهو بالخيار بين أن يرسله إليه أو يدعوه إلى منزله وأن من دعا أحدا استحب أن يدعو معه من يرى من أخصائه وأهل مجالسته وفيه الحكم بالدليل لقوله انى عرفت في وجهه الجوع وأن الصحابة كانوا يديمون النظر إلى وجهه تبركا به وكان منهم من لا يطيل النظر في وجهه حياء منه كما صرح به عمرو بن العاص فيما أخرجه مسلم وفيه أنه كان صلى الله عليه وسلم يجوع أحيانا وفيه إجابة الامام والشريف والكبير دعوة من دونهم وأكلهم طعام ذي الحرفة غير الرفيعة كالجزار وأن تعاطى مثل تلك الحرفة لا يضع قدر من يتوفى فيها ما يكره ولا تسقط بمجرد تعاطيها شهادته وأن من صنع طعاما لجماعة فليكن على قدرهم ان لم يقدر على أكثر ولا ينقص من قدرهم مستندا إلى أن طعام الواحد يكفي الاثنين وفيه أن من دعا قوما
(٤٨٥)