المراد بالكنف الكنيف وأرادت انه لم يطعم عندها حتى يحتاج إلى أن يفتش عن موضع قضاء الحاجة كذا قال والأول أولى وزاد في رواية هشيم فاقبل على يلومني فقال أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني (قوله فلما طال ذلك) أي على عمرو ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وكأنه تأنى في شكواه رجاء أن يتدارك فلما تمادى على حاله خشى أن يلحقه اثم بتضييع حق الزوجة فشكاه (قوله فقال القنى) أي قال لعبد الله بن عمرو وفى رواية هشيم فأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويجمع بينهما بأنه أرسل إليه أولا ثم لقيه اتفاقا فقال له اجتمع بي (قوله فقال كيف تصوم قلت أصوم كل يوم) تقدم ما يتعلق بالصوم في كتاب الصوم مشروحا وقوله في هذه الرواية صم ثلاثة أيام في الجمعة قلت أطيق أكثر من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين قلت أطيق أكثر من ذلك قال الداودي هذا وهم من الراوي لان ثلاثة أيام من الجمعة أكثر من فطر يومين وصيام يوم وهو انما يدرجه من الصيام القليل إلى الصيام الكثير (قلت) وهو اعتراض متجه فلعله وقع من الراوي فيه تقديم وتأخير وقد سلمت رواية هشيم من ذلك فان لفظه صم في كل شهر ثلاثة أيام قلت انى أقوى أكثر من ذلك فلم يزل يرفعني حتى قال صم يوما وأفطر يوما (قوله واقرأ في كل سبع ليال مرة) أي اختم في كل سبع فليتني قبلت كذا وقع في هذه الرواية اختصارا وفى غيرها مراجعات كثيرة في ذلك كما سأبينه (قوله فكان يقرأ) هو كلام مجاهد يصف صنيع عبد الله بن عمرو لما كبر وقد وقع مصرحا به في رواية هشيم (قوله على بعض أهله) أي على من تيسر منهم وانما كان يصنع ذلك بالنهار ليتذكر ما يقرأ به في قيام الليل خشية أن يكون خفى عليه شئ منه بالنسيان (قوله وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما إلى آخره) يؤخذ منه أن الأفضل لمن أراد أن يصوم صوم داود أن يصوم يوما ويفطر يوما دائما ويؤخذ من صنيع عبد الله بن عمرو أن من أفطر من ذلك وصام قدر ما أفطر أنه يجزئ عنه صيام يوم وافطار يوم (قوله وقال بعضهم في ثلاث أو في سبع) كذا لأبي ذر ولغيره في ثلاث وفى خمس وسقط ذلك للنسفي وكان المصنف أشار بذلك إلى رواية شعبة عن مغيرة بهذا الاسناد فقال اقرأ القرآن في كل شهر قال انى أطيق أكثر من ذلك فما زال حتى قال في ثلاث فان الخمس تؤخذ منه بطريق التضمن وقد تقدم للمصنف في كتاب الصيام ثم وجدت في مسند الدارمي من طريق أبى فروة عن عبد الله بن عمرو قال قلت يا رسول الله في كم أختم القرآن قال اختمه في شهر قلت انى أطيق قال اختمه في خمسة وعشرين قلت انى أطيق قال اختمه في عشرين قلت انى أطيق قال اختمه في خمس عشرة قلت انى أطيق قال اختمه في خمس قلت انى أطيق قال لا وأبو فروة هذا هو الجهني واسمه عروة بن الحرث وهو كوفي ثقة ووقع في رواية هشيم المذكورة قال فاقرأه في كل شهر قلت انى أجدني أقوى من ذلك قال فاقرأه في كل عشرة أيام قلت انى أجدني أقوى من ذلك قال أحدهما اما حصين واما مغيرة قال فاقرأه في كل ثلاث وعند أبى داود والترمذي مصححا من طريق يزيد بن عبد الله بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله بن عمرو مرفوعا لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث وشاهده عند سعيد بن منصور باسناد صحيح من وجه آخر عن ابن مسعود اقرؤا القرآن في سبع ولا تقرؤه في أقل من ثلاث ولابى عبيد من طريق الطيب ابن سلمان عن عمرة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يختم القرآن في أقل من ثلاث
(٨٣)