فسقط عن راحلته فمات ولإبراهيم عنه رواية في النسائي قال أبو حاتم انها مرسلة وليس لإبراهيم في البخاري سوى هذا الحديث وأمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وله رواية عن أمه وخالته عائشة (قوله كان بالمدينة يهودي) لم أقف على اسمه (قوله وكان يسلفني في تمرى إلى الجذاذ) بكسر الجيم ويجوز فتحها والذال معجمة ويجوز اهمالها أي زمن قطع تمر النخل وهو الصرام وقد استشكل الإسماعيلي ذلك وأشار إلى شذوذ هذه الرواية فقال هذه القصة يعنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في النخل بالبركة رواها الثقات المعروفون فيما كان على والد جابر من الدين وكذا قال ابن التين الذي في أكثر الأحاديث ان الدين كان على والد جابر قال الإسماعيلي والسلف إلى الجداد مما لا يجيزه البخاري وغيره وفى هذا الاسناد نظر (قلت) ليس في الاسناد من ينظر في حاله سوى إبراهيم وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وروى عنه أيضا ولده إسماعيل والزهري واما ابن القطان فقال لا يعرف حاله واما السلف إلى الجداد فيعارضه الامر بالسلم إلى أجل معلوم فيحمل على أنه وقع في الاقتصار على الجداد اختصار وان الوقت كان في أصل العقد معينا واما الشذوذ الذي أشار إليه فيندفع بالتعدد فان في السياق اختلافا ظاهرا فهو محمول على أنه صلى الله عليه وسلم برك في النخل المخلف عن والد جابر حتى وفى ما كان على أبيه من التمر كما تقدم بيان طرقه واختلاف ألفاظه في علامات النبوة ثم برك أيضا في النخل المختص بجابر فيما كان عليه هو من الدين والله أعلم (قوله وكانت لجابر الأرض التي بطريق رومة) فيه التفات أو هو مدرج من كلام الراوي لكن يرده ويعضد الأول ان في رواية أبى نعيم في المستخرج من طريق الرمادي عن سعيد بن أبي مريم شيخ البخاري فيه وكانت لي الأرض التي بطريق رومة ورومة بضم الراء وسكون الواو هي البئر التي اشتراها عثمان رضي الله عنه وسبلها وهى في نفس المدينة وقد قيل إن رومة رجل من بنى غفار كانت له البئر قبل أن يشتريها عثمان نسبت إليه ونقل الكرماني أن في بعض الروايات دومة بدال بدل الراء قال ولعلها دومة الجندل (قلت) وهو باطل فان دومة الجندل لم تكن إذ ذاك فتحت حتى يمكن أن يكون لجابر فيها أرض وأيضا ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مشى إلى أرض جابر وأطعمه من رطبها ونام فيها وقام فبرك فيها حتى أوفاه فلو كانت بطريق دومة الجندل لاحتاج إلى السفر لان بين دومة الجندل وبين المدينة عشر مراحل كما بينه أبو عبيد البكري وقد أشار صاحب المطالع إلى أن دومة هذه هي بئر رومة التي اشتراها عثمان وسبلها وهى داخل المدينة فكأن أرض جابر كانت بين المسجد النبوي ورومة (قوله فجلست فخلا عاما) قال عياض كذا للقابسي وأبي ذر وأكثر الرواة الجيم واللام قال وكان أبو مروان بن سراج يصوب هذه الرواية الا أنه يضبطها فجلست أي بسكون السين وضم التاء على انها مخاطبة جابر وتفسيره أي تأخرت عن القضاء فخلا بفاء وخاء معجمة ولام مشددة من التخلية أو مخففة من الخلو أي تأخر السلف عاما قال عياض لكن ذكر الأرض أول الحديث يدل على أن الخبر عن الأرض لا عن نفسه انتهى فاقتضى ذلك أن ضبط الرواية عند عياض بفتح السين المهملة وسكون التاء والضمير للأرض وبعده نخلا بنون ثم معجمة ساكنة أي تأخرت الأرض عن الأثمار من جهة النخل قال ووقع للأصيلي فحبست بحاء مهملة ثم موحدة وعند أبى الهيثم فخاست بعد الخاء المعجمة ألف أي خالفت معهودها وحملها
(٤٩١)