دخل على نسائه) في رواية أبى أسامة أجاز إلى نسائه أي مشى ويجئ بمعنى قطع المسافة ومنه فأكون أنا وأمتى أول من يجيز أي أول من يقطع مسافة الصراط (قوله فيدنو منهن) أي فيقبل ويباشر من غير جماع كما في الرواية الأخرى (قوله فاحتبس) أي أقام زاد أبو أسامة عندها (قوله فسألت عن ذلك) ووقع في حديث ابن عباس بيان ذلك ولفظه فأنكرت عائشة احتباسه عند حفصة فقالت لجويرية حبشية عندها يقال لها خضراء إذا دخل على حفصة فادخلي عليها فانظري ما يصنع (قوله أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل) لم أقف على اسم هذه المرأة ووقع في حديث ابن عباس أنها أهديت لحفصة عكة فها عسل من الطائف (قوله فقلت لسودة بنت زمعة انه سيدنو منك) في رواية أبى أسامة فذكرت ذلك لسودة وقلت لها انه إذا دخل عليك سيدنو منك وفى رواية حماد بن سلمة إذا دخل على إحداكن فلتأخذ بأنفها فإذا قال ما شأنك فقولي ريح المغافير وقد تقدم شرح المغافير قبل (قوله سقتني حفصة شربة عسل) في رواية حماد بن سلمة انما هي عسيلة سقتنيها حفصة (قوله جرست) بفتح الجيم والراء بعدها مهملة أي رعت نحل هذا العسل الذي شربته الشجر المعروف بالعرفط وأصل الجرس الصوت الخفى ومنه في حديث صفة الجنة يسمع جرس الطير ولا يقال جرس بمعنى رعى الا للنحل وقال الخليل جرست النحل العسل تجرسه جرسا إذا لحسته وفى رواية حماد بن سلمة جرست نحلها العرفط إذا والضمير للعسيلة على ما وقع في روايته (قوله العرفط) بضم المهملة والفاء بينهما راء ساكنة وآخره طاء مهملة وهو الشجر الذي صمغه المغافير قال ابن قتيبة هو نبات مر له ورقة عريضة تفرش بالأرض وله شوكة وثمرة بيضاء كالقطن مثل زر القميص وهو خبيث الرائحة (قلت) وقد تقدم في حكاية عياض عن المهلب ما يتعلق برائحة العرفط والبحث معه فيه قبل (قوله وقولي أنت يا صفية) أي بنت حيى أم المؤمنين وفى رواية أبى أسامة وقوليه أنت يا صفية أي قولي الكلام الذي علمته لسودة زاد أبو أسامة في روايته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح أي الغير الطيب وفى رواية يزيد بن رومان عن ابن عباس وكان أشد شئ عليه أن يوجد منه ريح سيئ وفى رواية حماد بن سلمة وكان يكره أن يوجد منه ريح كريهة لأنه يأتيه الملك وفى رواية ابن أبي مليكة عن ابن عباس وكان يعجبه أن يوجد منه الريح الطيب (قوله قالت تقول سودة فوالله ما هو الا ان قام على الباب فأردت أن أبادئه بالذي أمرتني به فرقا منك) أي خوفا وفى رواية أبى أسامة فلما دخل على سودة قالت تقول سودة والله لقد كدت أن أبادره بالذي قلت لي وضبط أبادئه في أكثر الروايات بالموحدة من المبادأة وهى بالهمزة وفى بعضها بالنون بغير همزة من المناداة واما أبادره في رواية أبى أسامة من المبادرة ووقع فيها عند الكشميهني والأصيلي وأبى الوقت كالأول بالهمز بدل الراء وفى رواية ابن عساكر بالنون (قوله فلما دار إلى قلت نحو ذلك فما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك) كذا في هذه الرواية بلفظ نحو عند اسناد القول لعائشة وبلفظ مثل عند اسناده لصفية ولعل السر فيه أن عائشة لما كانت المبتكرة لذلك عبرت عنه بأي لفظ حسن ببالها حينئذ فلهذا قالت نحو ولم تقل مثل وأما صفية فإنها مأمورة بقول شئ فليس لها فيه تصرف إذ لو تصرفت فيه لخشيت من غضب الآمرة لها فلهذا عبرت عنه بلفظ مثل هذا الذي ظهر لي في الفرق أولا ثم راجعت سياق أبى أسامة فوجدته عبر بالمثل في الموضعين فغلب على
(٣٣٢)