معشر قريش نغلب النساء فساق ما تقدم وكذا في رواية عقيل ووقع في رواية معمر أن قوله أستأنس بعد سياق القصة ولفظه فقلت الله أكبر لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش فساق القصة فقلت أستأنس يا رسول الله قال نعم وهذا يعين الاحتمال الأول وهو أنه استأذن في الاستئناس فلما أذن له فيه جلس (قوله ثم قلت يا رسول الله لو رأيتني ودخلت على حفصة إلى قوله فتبسم تبسمة) أخرى الجملة حالية أي حال دخولي عليها وفى رواية عبيد بن حنين فذكرت له الذي قلت لحفصة وأم سلمة والذي ردت على أم سلمة فضحك وفى رواية سماك فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا صلى الله عليه وسلم وقوله تحسر بمهملتين أي تكشف وزنا ومعنى وقوله كشر بفتح الكاف والمعجمة أي أبدى أسنانه ضاحكا قال ابن السكيت كشر وتبسم وابتسم وافتر بمعنى فإذا زاد قيل قهقه وكركر وقد جاء في صفته صلى الله عليه وسلم كان ضحكه تبسما (قوله فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم تبسمة) بتشديد السين وللكشميهني تبسيمة (قوله فرفعت بصرى في بيته) أي نظرت فيه (قوله غير أهبة ثلاثة) في رواية الكشميهني ثلاث الأهبة بفتح الهمزة والهاء وبضمها أيضا بمعنى الاهب والهاء فيه للمبالغة وهو جمع اهاب على غير قياس وهو الجلد قبل الدباغ وقيل هو الجلد مطلقا دبغ أو لم يدبغ والذي يظهر أن المراد به هنا جلد شرع في دبغه ولم يكمل لقوله في رواية سماك بن الوليد فإذا أفيق معلق والافيق بوزن عظيم الجلد الذي لم يتم دباغه يقال أدم وأديم وأفق وأفيق واهاب وأهب وعماد وعمود وعمد ولم يجئ فعيل وفعول على فعل بفتحتين في الجمع الا هذه الأحرف والأكثر أن يجئ فعل بضمتين وزاد في رواية عبيد بن حنين وان عند رجليه قرظا بقاف وظاء معجمة مصبوبا بموحدتين وفى رواية أبي ذر مصبورا براء قال النووي ووقع في بعض الأصول مضبورا بضاد معجمة وهى لغة والمراد بالمصبور بالمهملة والمعجمة المجموع ولا ينافي كونه مصبوبا بل المراد أنه غير منتثر وإن كان في غير وعاء بل هو مصبوب مجتمع وفى رواية سماك فنظرت في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة (قوله ادع الله فليوسع على أمتك) في رواية عبيد بن حنين فبكيت فقال وما يبكيك فقلت يا رسول الله ان كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله وفى رواية سماك فابتدرت عيناي فقال ما يبكيك يا ابن الخطاب فقلت وما لي لا أبكى وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها الا ما أرى وذاك قيصر وكسرى في الأنهار والثمار وأنت رسول الله وصفوته (قوله فجلس النبي صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال أو في هذا أنت يا ابن الخطاب) في رواية معمر عند مسلم أو في شك أنت يا ابن الخطاب وكذا في رواية عقيل الماضية في كتاب المظالم والمعنى أأنت في شك في أن التوسع في الآخرة خير من التوسع في الدنيا وهذا يشعر بأنه صلى الله عليه وسلم ظن أنه بكى من جهة الامر الذي كان فيه وهو غضب النبي صلى الله عليه وسلم على نسائه حتى اعتزلهن فلما ذكر له أمر الدنيا أجابه بما أجابه (قوله إن أولئك قوم قد عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا) وفى رواية عبيد بن حنين ألا ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة وفى رواية له لهما بالتثنية على إرادة كسرى وقيصر لتخصيصهما بالذكر والاخرى بإرادتهما ومن تبعهما أو كان على مثل حالهما زاد في رواية سماك فقلت بلى (قوله فقلت يا رسول الله استغفر لي)
(٢٥٢)