بمعجمة ثم موحدة ثم مهملة أي مذبوحة مثل عيشة راضية أي مرضية فالمعنى أعطاني من كل شئ يذبح زوجا وفى رواية الطبراني من كل سائمة والسائمة الراعية والرائحة الآتية وقت الرواح وهو آخر النهار (قوله زوجا) أي اثنين من كل شئ من الحيوان الذي يرعى والزوج يطلق على الاثنين وعلى الواحد أيضا وأرادت بذلك كثرة ما أعطاها وأنه لم يقتصر على الفرد من ذلك (قوله وقال كلي أم زرع وميري أهلك) أي صليهم وأوسعي عليهم بالميرة بكسر الميم وهى الطعام والحاصل أنها وصفته بالسودد في ذاته والشجاعة والفضل والجود بكونه أباح لها أن تأكل ما شاءت من ماله وتهدى منه ما شاءت لأهلها مبالغة في اكرامها ومع ذلك فكانت أحواله عندها محتقرة بالنسبة لأبي زرع وكان سبب ذلك أن أبا زرع كان أول أزواجها فسكنت محبته في قلبها كما قيل * ما الحب الا للحبيب الأول زاد * أبو معاوية في روايته فتزوجها رجل آخر فأكرمها أيضا فكانت تقول أكرمني وفعل بي وتقول في آخر ذلك لو جمع ذلك كله (قوله قالت فلو جمعت في رواية الهيثم فجمعت ذلك كله وفى رواية الطبراني فقلت لو كان هذا أجمع في أصغر (قوله كل شئ) في رواية للنسائي كل الذي (قوله أعطانيه) في رواية مسلم أعطاني بلا هاء (قوله ما بلغ أصغر آنية أبى زرع) في رواية ابن أبي أويس ما ملأ اناء من آنية أبى زرع وفى رواية للنسائي ما بلغت اناء وفى رواية الطبراني فلو جمعت كل شئ أصبته منه فجعلته في أصغر وعاء من أوعية أبى زرع ما ملأه لان الاناء أو الوعاء لا يسع ما ذكرت أنه أعطاها من أصناف النعم ويظهر لي حمله على معنى غير مستحيل وهى أنها أرادت أن الذي أعطاها جملة أراد أنها توزعه على المدة إلى أن يجئ أوان الغزو فلو وزعته لكان حظ كل يوم مثلا لا يملأ أصغر آنية أبى زرع التي كان يطبخ فيها في كل يوم على الدوام والاستمرار بغير نقص ولا قطع (قوله قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) في رواية الترمذي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد الكاذي في روايته يا عائش وفى رواية ابن أبي أويس يا عائشة (قوله كنت لك) في رواية للنسائي فكنت لك وفى رواية الزبير أنا لك وهى تفسير المراد برواية كنت كما جاء في تفسير قوله تعالى كنتم خير أمة أي أنتم ومنه من كان في المهد أي من هو في المهد ويحتمل أن يكون كان هنا على بابها والمراد بها الاتصال كما في قوله تعالى وكان الله غفورا رحيما إذ المراد بيان زمان ماض في الجملة أي كنت لك في سابق علم الله (قوله كأبى زرع لأم زرع) زاد في رواية الهيثم ابن عدي في الألفة والوفاء لا في الفرقة والجلاء وزاد الزبير في آخره الا أنه طلقها وانى لا أطلقك ومثله في رواية للطبراني وزاد النسائي في رواية له والطبراني قالت عائشة يا رسول الله بل أنت خير من أبى زرع وفى أول رواية الزبير بأبي وأمي لانت خير لي من أبى زرع لام زرع وكأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك تطيبا لها وطمأنينة لقلبها ودفعا لايهام عموم التشبيه بجملة أحوال أبى زرع إذ لم يكن فيه ما تذمه النساء سوى ذلك وقد وقع الافصاح بذلك وأجابت هي عن ذلك جواب مثلها في فضلها وعلمها * (تنبيه) * وقع عند أبي يعلى عن سويد بن سعيد عن سفيان بن عيينة عن داود بن شابور عن عمر بن عبد الله بن عروة عن جده عروة عن عائشة أنها حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي زرع وأم زرع وذكرت شعر أبى زرع في أم زرع كذا فيه ولم يسق لفظه ولم أقف في شئ من طرقه على هذا الشعر وأخرجه أبو عوانة من طريق عبد الله بن عمران والطبراني من طريق ابن
(٢٤٠)