المراد بالناس هاهنا الخصوص دون العموم كأنهم يكونون في القيامة أوجه من الناس الذين هم كالنظراء لهم في الطبقة معهم لأنهم لا يجوز أن يكونوا يومئذ أعظم وجاهة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين (1).
53 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام لعثمان بن مظعون رحمه الله لما أراد الاختصاء والسياحة: " خصاء أمتي الصيام "، وهذا القول مجاز لأنه عليه الصلاة والسلام أراد أن الصيام يميت الشهوات ويشغل عن اللذات، كما أن الخصاء في الأكثر يكسر النزوة (2) ويقطع الشهوة. ومما يؤكد ذلك، الخبر الآخر المروى عنه عليه الصلاة والسلام قال: " من استطاع منكم الباه (3) فليتزوج ومن لم يستطعه فليصم فإن الصوم وجاء (4) " والوجاء: الخصاء.
وسمعت شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي عفا الله عنه يقول في أثناء قراءتي عليه وقد اعترض ذكر الخلاف في وجوب النكاح: