الموبقة، واستعصم من الخطايا المردية، فجعله عليه الصلاة والسلام بمنزلة من برز له قرن ينازله، وعدو يقابله، لما يعاينه من المشقة في مغالبة نوازع قبله ودواعي نفسه، وما يعركه من أديمها (1)، ويعلكه من شكيمها (2).
158 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في خطبة طويلة " والنساء حبائل الشيطان "، وهذه من أحاسن الاستعارات، وذلك أنه عليه الصلاة والسلام جعل النساء من أقوى ما يصيد به الشيطان الرجال، فهن كالحبائل المبثوثة، والأشراك المنصوبة، لأنهن مظان الشهوات، ومقاود الخطيات، وبهن يستخف الركين (3)، ويستخون الأمين (4).