مقدمة المحقق بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد. فإن كتاب المجازات النبوية للشريف الرضى، جمع جملة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، اشتملت على كثير من الألفاظ اللغوية الجزلة، والأساليب البلاغية العالية، وجمعت من التشبيهات والاستعارات والكنايات قدرا يرتفع بتحصيله شأن عالم البلاغة فضلا عن طالبها، ويبذ به عالم اللغة أقرانه، ويفوق بحفظها ناشئ العرب أترابه، والحق أن الشريف الرضى رحمه الله بحر محيط في اللغة، يؤلف ما يفيض منها على شواطئه قواميس ضخمة، وطود شامخ في البلاغة يصعب على مريد تسلقه ارتقاؤه، يجمع إلى السليقة العربية، والذوق الأدبي، والاحساس البلاغي علو الكعب في نظم الشعر، وتنسيق النثر، والتفوق في كثير من العلوم العربية، إلى قوة الحجة والصمود في مواطن المحاجة، مع ما وهبه الله من فاضل الصفات الخلقية والشرف الرفيع العلوي، إلى غير ذلك مما يأتي في ترجمته.
لذلك حرصت كل الحرص على إخراج كتابه في أبهى حلة، وتنسيقه وتبويبه أجمل تنسيق، وأحسن تبويب، حتى يكون مناسبا لما هو عليه من فضل، وما يتحلى به من غزير العلم.