أي قد قاربت أن تشفى على الغروب، كما يشفى الدنف المريض على الخفوت، فجعلها دنفا مبالغة في وصفها بنقصان اللون وحؤول (1) الضوء على أصل وصفهم لها بالمرض، ولوصفهم الشمس بالموت في أشعارهم وجه آخر، وهو أنهم إذا أرادوا أن يصفوا يوم الحرب باشتداد الحر، واسوداد الأفق للقتام (2) المتراكب والنقع المتعاظل (3) يقيمون تغيب الشمس، واحتجابها، مقام انقراضها وذهابها، و (الاستعارة الأخرى) قوله عليه الصلاة والسلام " إلى أن تمضى كواهل الليل " (4)، والمراد إلى أن تمضى أوائله، فسماها كواهل تشبيها لليل بالمطايا السائرة التي تتقدم أعناقها وهواديها، ويتبعها أعجازها وتواليها، ومن هناك قالوا في الساري ليلا: اتخذ الليل جملا، ويقولون ركب الليل، وامتطى الليل لما جعلوه بمنزلة الظهر المركوب والبعير المرحول (5).
(٢٢٦)