وتنقله (1)، فهذا غذاء للأرواح، كما أن ذلك غذاء للأجسام. وقد يجوز أن يكون المراد أن القلوب تنفرج بحكم القرآن وآدابه، كما تنفرج العيون بأنوار الربيع وأعشابه. والربيع: اسم للغيث في الأصل، ثم صار اسما عندهم لما ينبت عن الغيث من أفانين (2) النور والعشب، ألا ترى إلى قول الشاعر، وهو يريد الغيث:
أنت ربيعي والربيع ينتظر * وخير أنواء الربيع ما بكر (3) وهذا كما سموا الغيث سماء، لان نزوله يكون من جهة السماء.
قال الشاعر:
إذا سقط السماء بأرض قوم * رعيناه وإن كانوا غضابا أراد إذا سقط الغيث، ثم قال: رعيناه، فرد الكلام على ما ينبت عن الغيث من الرعى الجميم (4)، والكلأ العميم، ومثل هذا في كلامهم كثير مستفيض، والربيع أيضا: النهر الصغير، وفى الحديث: وما سقى الربيع، وجمعه أربعاء (5) على وزن أنصباء.